د- احمد السيد
وأنا في المسجد بعد صلاة الظهر … اتصل بي رقم ثالثة مرات فأجبت: من ؟
قال: حضرتك دكتور أحمد سيد؟
قلت: نعم
قال: هتفتح العيادة امتى النهاردة؟
قلت له: انا أحمد سيد.. ولكن ليس لي عيادة
* وبعد انتهاء المكالمة قلت لنفسي: طيب مفتح عيادة.. ليه لأ ؟!! أجيب شوية كتب ومجلات طبية واسمع كام مقطع وأشوف فيديوهات عمليات جراحية وافتح عيادة ..
ثم قلت: ولكني سأكون سببا في فساد الأبدان ,لأنني لم أدرس الطب في كلياته وعلى يد علمائه …
ثم تعجبت!… هل صحة الأبدان أهم من صحة الأديان؟!!
كلا !!… فلماذا أصبح الدين مهنة من لا مهنة له؟!! لماذا لا يكون الفقيه والمفسر والمحدث دارسين في جامعات تؤهلهم لذلك؟
لماذا يترك الطبيب والمهندس تخصصه الذي نحتاج إليه فيه ليدخل مجال الفتوى والحرام والحلال وهو غير مؤهل لها؟ !!! لماذا يختار صيت الدعوة وبريق الشهرة فيها عن ما يحتاج إليه المسلمون منه في تخصصه؟!!
قد يسأل أحدهم: وهل الدعوة حكرا على أحد؟!! والإجابة: بالطبع لا كلٌ يدعو إلى الله لكن بعد أن يفيد المسلمين في الفرض الكفائي الذي اختاره الله له وهو أن يكون طبيبًا ماهرًا أو مهندسًا متميزًا ثم لا يضره بعد ذلك أن يشتغل بالدعوة دون الفقه والعقيدة أما أنه يترك مجال تخصصه الذي نحتاجه فيه ليتدخل فيما لا يحسنه من الفتوى وغيرها فإني أظن أن الله سبحانه محاسبه عن ذلك