هل تحولت الأفراح الليبية لكرنفال لتبذير والدعاية ؟

هل تحولت الأفراح الليبية لكرنفال لتبذير والدعاية ؟

تقرير : كوثر أبونوارة

باتت الأفراح الليبية تختلف حسب الأعراف والعادات و التقاليد المتبعة من منطقة إلى أخرى ، فالعرس في مدينة معينة يختلف عن العرس في المدن الأخرى مع العلم إن هناك العديد من العادات تشترك فيما بينها و موحدة ، كالحنة و الكسوة مثال و الملابس التقليدية ، و هناك ايضا بالمقابل أيضا عادات و تقاليد بدأت في الإختفاء ، فلقد تدهورت رؤية الليبيين للعرس على مدى أجيال و انحسرت في نطاق كبير من حب المظهرية ، و تبذير الأموال لقد اصبحت اعراسنا كرنفالات و ليست بأعراس بسيطة و معبرة .. الاعراس الحقيقية ربما لن نجدها الا في المناطق المحتفظة بالاصالة و العادات و التقاليد الليبية الحقيقية لان التبذير و المظاهر ليست بعادات و تقاليد

هناك كثير من العائلات يغالون في تكاليف الأفراح بغرض التباهي و التفاخر ليس أكثر .. يتسارعون في صرف أموال طائلة على أمور لا تذكر بل ويتنافسون على من يكون فرح ابنه او ابنته حديث الساعة ويختارون أغلى الأسعار و يتغاضون عن الرخيص ويتجاوزونه مع العلم بأن له نفس الجودة يبذرون في سبيل أن يقولوا الناس عنهم ان تلك العائلة كان فرح ابنهم كالمهرجان كم يصرف علي هذه الحفلات ,, حفلا ت الزواج حدث ولا حرج الاف الدنانير تصرف للاحتفال بليلة واحدة وليت السعادة تستمر بعد تلك الليلة الخوف كل الخوف من ما بعد الليلة قد تذهب تلك الالاف ادراج الرياح وتتبخر الى غير عودة صرفت لمجرد رياء بين الاصحاب أو بهرجة يعتقد انها هي السعادة , أو لتقليد صار الشباب يعانى منه لأنه سبب للتعاسة كم من شاب اخر زواجه لغلاء التكلفة

في الأيام الأخيرة شاهدنا ان الأفراح تغيرت كثيرا واصبحت تسير على نمط التنافس والتفاخر باقتناء افضل الصالات وكل لوازمها بشكل فاره ,, اردنا من خلال هذه الاستطلاع الوقوف على اراء الناس فيما ان كانوا يؤيدون هذا التنافس ام انهم يعارضونه وبشدة لتغيير بعض من اعراف افراحنا

التباهي امام الناس دون التفكير بالنتائج

أفادنا :  وجدي السائح التبذير الواضح في افراحنا هو لا جل  التباهي امام الناس دون التفكير بالنتائج )) كانت قضية الزواج والعادات المصاحبة لإجراءاته والتي تشكل عقبة كأداء في طريق زواج ناجح هي القضية الابرز التي دار النقاش حول الاسراف الذي تشهده حفلات الزواج، والذي تحول الى مجرد عادة للتباهي يمثل واقعيا معطى اساسيا لحياة زوجية قلقة يسودها الارتباك، وقد تدفع الأمور إلى ما لا تحمد عقباه إن الإقدام على الزواج أصبح أمراً لا يطاق وفوق احتمال الكثير من الشباب، حيث تحولت حفلة الزواج فعليا الى ثلاث حفلات ما يمثل إسرافا وتبذيرا لا هدف له إلا التباهي امام الناس دون تفكير بالنتائج الوخيمة التي ستترتب على ذلك. كما أن هناك فئة من المواطنين ميسوري الحال ولكنهم مع الأسف قاموا بعمل حفلات تفوق قدراتهم كي لا ينتقص من وجاهتهم شيئا وفق ما يقولون، بالإضافة الى انه في وقتنا الحالي الكل ينظر للآخر، والفقير ينظر للغني ويريد أن يفعل كما يفعل الغني

اضافت / فضيلة بن جواد ربة بيت  أن اسراف الكبير لا يمت لعاداتنا بصلة ) انا اعارض بشدة فكره التبذير ,, ولكن لا اعراض فكرة الصالات التي نراها قد تحل الكثير من المشاكل فالناس تحتاج لمكان كبير لبعض المساكن التي تعاني من الضيق الا انها تختلف في الاسعار من حيث الحجم والمنطقة والمدينة ولا ننكر الاستغلال الواضح ايضا لفت انتباهي الشديد في اسراف الطعام الذي يتم تقديمه في حفلات الإعراس، واصفة اياه بأنه لا يمت لعاداتنا التي تماشينا معها وفي كل فترة تظهر اشياء جديدة وتختفي اشياء كنا قد اعتدنا عليها حيث تجد البعض يقدم طعاما لو وزع على الأسر الفقيرة لأطعم الناس جميعا، خاصة واننا نلقي بهذا الطعام الزائد للأسف في حاويات القمامة أكثر مما نأكل، وهذا بحد ذاته نكران واجحاف بالنعمة التي اعطاها الله لنا .

التبذير وجاهة وتحدي لبعض الناس

يقول /  عامر اسكندر ” موظف ” ان معظم الحفلات التي تقام في ايامنا هذه حفلات تختلف كثيرا عن ما عشناه في اعراف افراحنا التي كانت بالماضي ، فبدلا من صرف الاف الدنانير لكي نثبت لعائلة ما أو لاشخاص معينين اننا نستطيع ان ندفع ونصرف مبالغ طائلة، حري بنا أن نضع هذه الأموال في مكانها الصحيح، او  ندخرها لليوم الاسود لا قدر الله او لاستعماله في مواجهة الالتزامات العائلية الكثيرة بدلا من التباهي به او القاءه في نهاية المطاف في القمامة. ومن خلال منبركم الإعلامي اقدم نصيحة للشباب المقبل على الزواج أن يتبع سنة الرسول بقوله «أقلهن مهرا أكثرهن بركة» وأن الاحتفال بالزواج يجب ان يكون ليلة واحدة فقط كما يفعل بعض اشقائنا العرب في مختلف الدول الأخرى وهذا لا يعني البخل وعدم الرغبة باظهار نعمة الله ولكن هو بحد ذاته يضع حدا للاسراف غير المخطط له وحفظا للاموال من التبذير بما لا يرضي الله، لأن المال امانة يجب الحفاظ عليها ايضا هناك أهمية قصوى لدور الآباء الذين هم قدوة للأبناء وخصوصا إذا ما رأى الابن والده يقوم بالإسراف والتبذير في الحفلات أمامه يصبح الأمر بالنسبة للابن طبيعيا بأن يقتدي بهذه التصرفات وإن كانت خاطئة ولكن بالنسبة له أصبحت عادة اعتاد عليها من ولي أمره فلا يستطيع أن يبتعد عنها وخصوصا أنها تمثل له نوع من الوجاهة كما تمثل لوالده في السابق

أكد /  يونس ابو زيد / المصاريف تقف عائقا امام طموح الشباب ) الأعراس في ليبيا أصبحت مظاهر لتفاخر والتعالي عند البعض وما هذا البذخ والإسراف في المأكل والمشرب إلا دليل لهذا فأصبحت الأعراس والمناسبات الاجتماعية بأنواعها تصرف فيها الأموال لتصل لمبالغ خيالية يعجز البعض من الشباب علي توفيرها وبتالي أصبح قرار الزواج قرار صعب فأما يكتمل بإقامة الأفراح والليالي الملاح وأما يتم إلغائه نهائياً من جدول وطموحات بعض الشباب، قديماً وليس ببعيد كانت الأعراس بسيطة رغم صعوبة العيش وقسوته ورغم هذا كانت تتكون عائلات تنشأ وتكبر علي الحب والود والاحترام ولنا في رسول الله صلي الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فقد كان يحث علي الزواج وتسهيله بأقل التكاليف، أن منظمات المجتمع المدني التي تخوض في أمور السياسة في هذه البلاد عليها الأتجاه في طريقها الصحيح وهو نشر ثقافة التكافل والتعاون وتوفير متطلبات الزواج ومساعدة من يريد أن يتزوج بأقامة الأعراس الجماعية لتخفيض ولو نسبة بسيطة من التكاليف وعلي الحكومة أياً كانت المساعدة أيضاً في هذا الأمر علي الرغم من المشاكل التي تمر بها البلاد ولكن المساعدة ولو بالقليل كفيلة بزرع بسمة وفرحة في قلوب عائلات بأكمله.

سرطان البذخ يسري في اوصال افراحنا

أشارت /  فريدة العماري ” معلمة ” إلى أن مصاريف الأفراح موضوع مهم جدا حيث وجدنا ان الناس تكلف نفسها كثيرا وكأن الموضوع منافسة وتحدي بينهم و بين غيرهم فالتبذير اصبح واضحا جدا في الافراح في الآونة الأخيرة من حيث فخامة الصالات وجلب الفرق النسائية بالسعر المرتفع و تقديم ارقى انواع الطعام فلماذا هذا كله في ليلة واحدة يتباهى صاحب الفرح ويجب على كل انسان عليه أن « يمد ارجله على قدر لحافه » كما يقول المثل الشعبي، وعلينا بالدرجة الاولى أن ندرك أن هذا الاسراف من شأنه ان يجعل حياتنا جحيما يوما ما، ويجب ان تكون هناك آلية للحد من الإسراف والبذخ في مثل تلك الحفلات كما أن الإسراف أمر مكروه نهى الله عنه والرسول الكريم

أشار المحامي / اسعد العلواني ,, يجب اتباع اعرافنا والبعد عن خطوات الشياطين ) أن حفلات الأعراس تحولت إلى منابر للإسراف والتبذير الذي ليس له هدف سوى التباهي امام الناس دون التفكير بالنتائج الوخيمة التي ستترتب على ذلك من المفترض ان الانسان لا يكلف نفسه في الافراح اكثر من طاقته ولا يجب عليه القيام بفرح اسطوري كعائلة ( فولان ) فهدر المال في امور نهى عنها الله والرسول الكريم ، بالإضافة إلى وضع خطة بين اهل العريس والعروس يحدد فيها عدد الاشخاص الذين سيحضرون الاحتفال، بحيث تنظم الحفلة بطريقة مرضية للجميع، مشيراً إلى أنه وعلى هذا النحو نكون قد اتبعنا اعرافنا وتقاليدنا التي تماشي عليها مجتمعنا وطبيعة اخلاقنا وابتعدنا عن خطوات الشياطين توقفو هل هي محبة الشهرة والتميز ام هى علامة مشرفة للظهور اجتماعيا ام هو مرض يستحق العلاج ظاهرة تزداد من فترة لأخرى لتثبت اننا في خطر لسنا ابدا ضد الفرح والاحتفال به لكن بما يتناسب وامكانيات الجميع وما متعارف عليه لا حرج بالقلة ولكن العيب بالاسراف افراحنا لم تعد لمة الخير المرجوة ولم تعد تلك المشاركة الطيبة بل صارت تنافس لمن يقدم الافضل ومن يبتدع الجديد تقليد اعمى ودون فائدة تذكر لم يعد هناك المعنى الحقيقى للفرح او بصفة عامة المناسبات الاجتماعية فبين التبدير والتفاخر وعقليات فارغة تاهت معالم التعاون واللقاء مناسباتنا الاجتماعية تجاوزات الى اين تمضى بنا اسباب ونتائج المظاهروالتفاخر والتبدير بغرض التميز اشكر صحيفتكم الموقرة التي طرحت هذا الموضوع للنقاش

افراحنا تواكب عصر التطور

أشار /  عبدالله الصويعي متقاعد  الاسراف اصبح ضرورة للبعض للتباهي امام الناس، مع العلم أن الكثير من المواطنين أصبحوا اكثر ادراكا ووعيا بكل شيء فالتبذير الذي ليس له أي داعي بل يقلل من قدرات العريس بعد الزواج ويصبح نادما على ما فعل، فالمال أمانة يجب ان نحافظ عليه كما نحافظ على أنفسنا وهذا ما أمرنا به الله ورسوله وكما نسمع اليوم ان الاعراس تغيرت كثيرا بوجود الكثير من الاضافات التي تواكب العصر وتواكب التطور على حسب قولهم وكأنهم في حلبة للتحدي والتباهي فيما يقدمونه انا اتمنى ان نشاهد افراحنا التي تميزنا عن غيرنا من الدول ولكنها تعتبر امنية لن تتحقق فالحياة تسير على مراحل بسبب العلم والتقنية والتكنولوجيا والمقارنة بيننا وبين الأخرين وتقليدهم في الكثير من الامور ونصيحتي هنا انه يجب الأخذ بعين الاعتبار ان كل ما توفره يكون ذخرا لأبنائك من بعدك يعينهم على قسوة الحياة، ولا يعلم كل إنسان ماذا يخبئ المستقبل له، لذا يجب وضع آلية بين الاهل من طرفي العريس والعروس مبنية على عدم الاسراف في الحفلات وإقامة حفلة واحدة للزواج وما يزيد عن ذلك فهو للشيطان ويلقى في القمامة،

( خلاصة ان الافراح تجرد منه عوامل الفرح فصار تمتيلا يشابه الى حد معقول تلك المراسم الدبلوماسية والمعارض المزينة بعناية لتحظى باعجاب المشاهدين)

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :