هل نحن ضحية النظام؟ أم النظام هو ضحية اعتقادنا؟

هل نحن ضحية النظام؟ أم النظام هو ضحية اعتقادنا؟

إبراهيم فرج الشوشيين

كثير من يلقي اللوم على النظام السابق بأنه هو سبب كل ما نحن فيه من معاناة نشهدها الآن وأن التخلف والاضطهاد والتجهيل الذي مارسه النظام خلال حقبة حكمه هي السبب في كل التردي الذي نراه اليوم وبذلك وحسب هذا المعتقد فإن الشعب هو ضحية وما نحن فيه هو محصلة لممارسات النظام السابق. لسنا هنا بصدد الدفاع عن حقبة من الحكم انتهت منذ أحد عشر عاماً ولكن هناك تساؤلات تفرض نفسها على الواقع وتبحث عن إجابات شافية وغير متحيزة يحكمها الدين والمنطق .

وهذه التساؤلات هي: * كيف لشخص عاش التجهيل والفساد وعاصره وتأثر به أن يثور على الفساد الذي تأثر به؟ هل ثار على من في تلك الحقبة ليمارس أبشع مما كانت تمارسه تلك الحقبة؟

أم أنه ثار من أجل القضاء على الفساد والذي نراه اليوم زاد عن ما كان عليه ؟ * أليس القرآن والسنة هو منهج هذا المجتمع؟ وكان الأولى بنا هو اتباعها في أخلاقيات المجتمع أم أنها فقط شعارات برزت لتغطي واجهة مشوهة وأخلاقا مناقضة من أجل الحصول على منافع شخصية من وراء ستار الدين ؟

* كيف لمجتمع يقال عنه إنه كان ضحية النظام السابق ويبرز فيه أشخاص يتحدثون عن الفساد ويطالبون بمحاربته … هل كان هؤلاء بمنأى عن التأثر بمنهج النظام السابق ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها تطرح نفسها وغيرها الكثير والتى أراها تنتظر الإجابة لمعرفة مكمن الداء الذي تعانيه البلاد الآن. في اعتقادي أن ما يحدث الآن لا علاقة له بذلك النظام الذي انتهى .. إنما هي أخلاق وتربية غير سوية أصحابها كانوا ينتظرون الفرصة ليتاح لهم نهب الوطن وبصورة بشعة تدل على انتهازيتهم وهم من يسوقون الشماعات التى تدين النظام السابق على أنه السبب .

إن المجتمع الآن أغلبه عاصر النظام السابق وإن كان هناك من سلبية أو إيجابية في المجتمع فهي من وجهة نظري لها علاقة بسلوك التربية والالتزام الذي تربى عليه من هو سلبي أو إيجابي . وبذلك أقول إذا كانت الثورة ثورة شعب على الظلم كان الأولى بمن قام بها نبذ الظلم بعد أن حققت الثورة نجاحا في إزالة الظلم فإن ما نراه الآن هو أنها ثورة استغل فيها الانتهازيون الفرصة في أن يمارسوا أبشع أنواع الفساد والاستغلال والاضطهاد وقهر هذا الشعب.

ويبرز من ذلك أن هناك فئة من الشعب ضحية طموحهم في أن يكون لهم وطن ومواطنون تتحقق فيه العدالة والرخاء … وأن النظام السابق هو شماعة استغلها الانتهازيون لكي يبرروا فسادهم على أنه نتاج لحقبة من الحكم كانت فاسدة حسب رؤيتهم. والحقيقة هي أن المواطن هو الضحية بالأمس وهو الضحية اليوم …. وإن لم يتغير الحال فهو الضحية غداً. فلم يعد هناك مبرر للفساد واستمراره وكل ما في الأمر هو أن نعرف كيف نصنع من القهر والظلم مستقبلاً لأبنائنا حتى لا يتكرر ما نراه اليوم.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :