بقلم :: عثمان البوسيفي
الكتابة عن الجنوب الساكن في عمق خطواتي المسافرة في أزقة ودروب لا تحمل في ظاهرها غير الوجع المطبوع على أوجه تلتهمها الشمس الحارقة التي من الممكن حين تتواجد إدارة جيدة أن تتحول إلى إنتاج طاقة كهربائية نحن في أمس الحاجة إليها وفي كل مرة أقع في مطب الفشل فالكلمات مهما تطاولت لن تستطيع نقل صورة صغيرة عن بؤس كبير يستوطن تلك القلوب المحبة .
مساحات من الرمال الجميلة تتسع للنبض لكنها تتبعثر حين تنمو فيها آثار الخطوات الأنيقة للأطفال الحالمين بحال أفضل كثيرا من حال أهلهم الذين اقتضت الأقدار أن يلتهمهم الحزن الدفين ويتركهم في نهاية أعمارهم في العراء يتوسدون أحلاما محترقة وأماني لم يعد لها مكان في أمكنة لا تعرف رسم الخطوات جيدا .
في كل مرة يتطاول الحرف على نبضي والسؤال يعبث بي ككل مرة أنبري فيها للكتابة عن وطن جميل على ظهر صفحات الجميلة في كل شيء فسانيا هل التوقف عن ممارسة نسج الحروف يعيد لملمة الهواجس المقيمة في عمق روحي أم أن مواصلة الكتابة هي تنفس يفيد نفسي ويحاول بحروف نحيلة معالجة قضايا حساسة تزداد قوة كل نهار؟ .
المصارف مكتظة بالطوابير والرصاص يقبض على الأرواح الطيبة فيما الأرواح الشريرة تواصل تسيدها للمكان والكهرباء تنقطع كما تشتهي دون رادع واللصوص يعبثون بما تبقى لها من نحاس وعلى الضفة الأخرى يترصد تجار العملة الانقضاض على أموال الراغبين بالفرار من الأرض الغارقة حتى أذنيها في وجع لا ندري متى نتخلص منه فيما البقية تستحضر قوارب الموت التي قد تكون خيارها الوحيد حين تضيق به الدروب التي كانت متسعة ذات وقت .
الحب هو ما يبقيني في فسانيا التى تحارب على جبهات عديدة من أجل المواصلة في الصدور لقارئ هو المبتغى في وقت جل القاطنين في وطني هدفهم الوحيد التمكن من اللحاق بالأسعار المشتعلة بفضل الفوضى العارمة التي كلما قلنا أننا على أعتاب مغادرتها نغرق فيها أكثر دون من يتكفل بالإنقاذ .
الاعتذار للقارئ العزيز في براح فسانيا يتواصل فالأحرف عاجزة في بلد البارود عن فعل شيء ….