المهدي يوسف كاجيجي
المشهد الليبي محزن ومفزع، ونحن لم نصدق بعد ما جري، ونعيش فى حالة من التخبط، كابوس مفزع لم نفيق منه بعد. ولكن علينا مواجهة الحقائق بكل مرارتها، إن ما وصلنا اليه هو الغياب الكامل للدولة، والسيطرة الكاملة لمجموعات من عديمي الخبرة، متقاسمة للسلطة فيما بينها بشكل مناطقى، وتتبع بدورها لقوي خارجية.
نحن لا نريد ان نحول ما حدث الى بكائية ولطم علي الخدود، وجلد للذات، ومزايدات فيما بيننا. ايضا علينا أن لا نسمح ان يستغل الموقف الحالى وتوظيفه في الصرعات السياسية والمزايدات الساذجة لاصحاب المعالى، ولن نسمح ايضا بالاستغلال لما جري وتوظيفه والدفع به فى عمليات النصب والتسول باسم المتضررين، والمتاجرة بعواطفنا التى وصلت إلى التجارة والسمسرة باكفان الموتي.
علينا أن نتضرع إلى الله العلى القدير: أن يكون ما حدث ابتلاءً لا عقابًا،وموعظة توقظنا من حالة التبلد الذي نعيشه، ونخاف الله في اهلنا واوطاننا. علينا أن نواجه الحقائق وندرك، أن ما حدث هو حصاد لسنوات طويلة من الاهمال، وتراكمات هائلة لاخطاء صغيرة وتحولت الي قنابل موقوته في كل مناحى حياتنا، الكل شارك فيها من لم يشارك بالفعل شارك بالصمت.
لا تبكوا على ما جري، وتلطمون الخدود. ولكن كونوا رجالًا وواجهوا انفسكم بشجاعة الرجال، ليس من اجلكم ولكن من اجل اولادكم واوطانكم. رحم الله الشهداء، وزرع فى قلوبنا جميعا جميل صبره.