بقلم :: إبراهيم عثمونة
..
أنا في “سبها” ولو كنت معي ، سترى الحزن بادي حتى على الجدران . وقفتُ قبل قليل ودخلتُ مكاناً ، وحين خرجت فاتت بجانبي سيارة يقودها شاب يرفع صوت المسجلة . كانت أغنية رائعة . كانت المطربة التونسية الشابة التي ماتت مقتولة قبل سنوات ، أحب صوتها ، يُشعرني دائماً أنها تغني وهي على حافة البكاء . كانت تصدح بكلمات خليجية وتسحبها من الأعماق . خالت لي كما لو أنها كلمات رمادية…
(إلين اليوم وأنا عندي أمل فيهم
ولا مَرْ يوم إلا في تحرّيهم
ولو طال انتظاري اسنين
واسنين
اكيد فيوم ألاقيهم !)
عفواً !! إذا لم أنقل كلمات الاغنية بدقة ، فأنا سمعتها مرة واحدة حين طلبتُ منه ورقة وقلم وكتبت الكلمات على عجل . لا أعرف إن كان هذا الشاب يُطلق صديح اغنيته على سبها أم على عزيزة أخرى . لم أساله ، وكل ما طلبته منه أن يرفع الصوت أكثر ، سواء كان انتظاره لـ سبها أو لغيرها….
(إلين اليوم وقلبي دقته أسرع
إلين اليوم وردي بالندى يدمع
ولا أدري الندى من وين
من وين
ويمكن مثلي يرجيهم !)
رفع الصوت إلى أعلى مسوى ، وطلبتُ منه أن يفتح زجاج سيارته الأربعة ويجوب الشوارع والأزقة الآمنة . أوصيته أن لا يقترب من خطوط التماس فقد يطلقون النار عليه وعلى الموسيقى….
(إلين اليوم وانا أتخيل لقانا كيف
إلين اليوم وانا أكتب وشْ بقول وكيف
ولا ادري أبتدي من وين
من وين
ولا ادري عمري يكفيهم !)