- فسانيا : أحمد صالح سعيد : تونس
عقدت مؤسسة فرديرش ايبرت الألمانية بالشراكة مع منظمة نوازي الليبية ورشة تدريبية للإعلاميين و الصحفيين الليبيين حول الهجرة من منظور النوع الاجتماعي بعنوان “النساء المهاجرات في ليبيا نحو تغطية حقوقية عادلة” لمدة ثلاثة أيام ابتداء من 20 ,21 حتى 22 يونيو 2022 بالحمامات ضواحي تونس العاصمة و شارك في الدورة ثلة من الصحفيات و الصحفيين العاملين في مجال الإعلام من مختلف مناطق ليبيا كما تعذر حضور بعض من المشاركات في آخر لحظة من ضمن اللواتي تم اختيارهن, بسبب عراقيل في السفر.
كما عمل على تقديم محتوى الورشة مجموعة من المدربيين و الخبراء من ليبيا و خارجها حضوريا و على الانترنت بواسطة برنامج زووم, الأساتذة كل من حنين بوشوشة من ليبيا شذى عبداللطيف و اسراء صالح من مصر و عبر الانترنت فتحي عقيلة و طارق لملوم من ليبيا و فهمي كرامي من لبنان.
و تناولت الدورة على مدى ثلاثة أيام مفاهيم و تعريفات حول الهجرة و حقوق المهاجرين و آليات الحماية الدولية و موضع ليبيا من كل الاتفاقيات و المعاهدات الدولية المتعلقة بالهجرة و اللجوء إضافة إلى النوع الاجتماعي و الوجه النسائي للهجرة و التعريف بالصحافة النسائية و دورها في قضايا الهجرة و اللجوء.
تطرقت الدورة إلى جوانب ذات صلة بالتغطية الإعلامية و قاموس مصطلحات الهجرة و أدوات التحليل و المناصرة و فجوات و أخطاء التغطية الإعلامية و النوع الاجتماعي في تناول بعض الصحفيين لقصص النساء
تناول كل من الأساتذة فتحي عقيلة و فهمي كرامي و حنين بوشوشة الأبعاد القانونية لمسائل الهجرة و سياسات الإتحاد الأوروبي إضافة إلى أماكن احتجاز المهاجرين الغير نظاميين داخل مؤسسة الإصلاح و التاهيل في القانون الليبي, الفرق بين مصطلح الهجرة الغير نظامية و الهجرة الغير شرعية و أيهما أصح؟ و حدود حرية الاعلام في القانون الليبي و الدولي فيما يتعلق بحقوق الانسان؟ و كيفية انهاء احتجاز المهاجرين الأطفال؟ و كيفية التعامل معهم؟
تم كذلك تناول العديد من المواضيع التي من شأنها رفع الوعي و تعزيز قيم و أخلاقيات الصحافة كالسرد القصصي من منظور النوع الاجتماعي إضافة إلى أخلاقيات التوثيق مع المهاجرات الناجيات من العنف.
أكدت المدربة و الخبيرة في النوع الاجتماعي شذى عبداللطيف أن التدريب يهدف إلى الربط بين قضية المهاجرات و التغطية الإعلامية لغرض تحقيق العدالة و الجدير بالذكر أن فئة المهاجرين تعتبر فئة مهمشة و المهاجرات يتعرضن لتهميش مضاعف و لذلك تم الربط بين مفهوم الهجرة بمفهوم النوع الاجتماعي و دراسة حالات كنموذج و استخدام لغة تراعي المهاجرين و بالاخص النوع الاجتماعي.
تحدث مُمثل مؤسسة بلادي لحقوق الانسان الليبية طارق لملوم عن الفرق بين تناول الاعلام الليبي و الاعلام في الدول الأخرى مبينا أن الاعلام الليبي يتحدث عن المهاجرين و اللاجئين و طالبي اللجوء بطريقة سلبية في أغلب الأحيان و لم ينجح كما نجح على سبيل المثال الاعلام التونسي في نقل أخبار اللاجئين و طالبي اللجوء و المهاجرين و التفريق بين هذه الأصناف و عدم وضع الجميع في سلة واحدة.
و أضاف بأن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا لا تقوم بدورها كما يجب. و يمكن للاعلام أو الصحافة في ليبيا أن يكون لها دور إيجابي في إيجاد حلول و انهاء الانتهاكات التي تحدث و توعية الشعب الليبي و تعزيز ثقافة حقوق الانسان لديه.
كما تم عرض فيلم وثائقي بعنوان “ليبيا لا مفر من الجحيم” للمخرجة و الصحفية الإيطالية سارة كريتا حيث تمت استضافتها للنقاش بعد أن شاهد المتدربيين الفيلم. لم تستطع المخرجة الإجابة على جميع الأسئلة لضيق الوقت و لكنها استطاعت أن تنقل تجربتها أثناء تواجدها في ليبيا حيث تحدثت عن الصعوبات و التحديات التي تواجه ليس الصحفيين الأجانب فحسب بل حتى المحليين منهم. و أضافت أن هناك في ليبيا الكثير من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم بسبب عملهم
و ذكرت أنه لن يكون هناك تحول ديمقراطي في ليبيا إن لم تكن هناك بيئة آمنة لقيام الصحفيين بعملهم.
و هكذا أفادت فاطمة الزهراء قطيش – مديرة برامج في مؤسسة فريدريش ايبرت أن هذه الورشة تستهدف الصحفيين المستقلين و الإعلاميين التابعين لمكاتب البلديات و المنظمات الحكومية من أجل أن يتعرفوا على كيفية تناول قضايا الهجرة من منظور يراعي النوع الاجتماعي و عدم التمييز و تجنب الوقوع في الصور النمطية أثناء التغطية الإعلامية كمحاولة لتغيير الأفكار السلبية عن الهجرة و المهاجرين و استخدام مصطلحات الهجرة بطريقة صحيحة و مقارنة القوانين المحلية و الدولية و التي سينتج عنها توصيات من أجل تغيير بعض القوانين أو على الأقل تقديم قضايا الهجرة بشكل منصف بعيدا عن التعاطف الإنساني المبالغ فيه أو التشويه أو خطاب الكراهية ضد المهاجرين و أخيرا التغطية بشكل محايد وفقا لأخلاقيات الصحافة.
و أضافت بأن المؤسسة سوف تدعم أي منظمة محلية تستهدف الصحفيين و الإعلاميين من أجل تأهيلهم لتغطية قضايا الهجرة بشكل منصف و محايد. و ستواصل مؤسسة فريدريش ايبرت العمل في ليبيا على تحقيق الأهداف التالية: المساهمة في الانتقال الديمقراطي السلمي في ليبيا, تعزيز الحوار بين الأطراف المسؤولة المختلفة, رفع قدرات النساء و الشباب لتمكينهم من المشاركة السياسية و الاقتصادية, تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني و النقابات, الترويج للمساواة و العدالة.
مؤسسة فريدريش ايبرت هي منظمة ألمانية غير ربحية ملتزمة بقيم الديمقراطية الاجتماعية كالحرية و المساواة و العدالة الاجتماعية, تأسست عام 1925 كمؤسسة غير حكومية مستقلة تسترشد في عملها بالقيم السياسية للديمقراطية الاجتماعية في كل المشاريع التي تقوم بها مع شركائها المحليين في أكثر من 120 مكتب حول العالم منها 10 مكاتب في منطقة شمال افريقيا و الشرق الأوسط و بدأت نشاطها في ليبيا عام 2012 حيث تعمل عن قرب مع شركائها الليبيين على تنظيم ورش العمل, المؤتمرات, و حلقات النقاش و أوراق العمل و الأبحاث التحليلية لتساهم في مرحلة التحول الديمقراطي في ليبيا.
كما يمكن للصحفيين و الباحثين و المهتمين بالسياسة تثبيت تطبيق على هواتفهم متاح من قبل المؤسسة و أكاديمية الديمقراطية الاجتماعية ليكون باستطاعتهم الوصول المجاني إلى كتب الأكاديمية المقروءة والمسموعة والأفلام التعليمية. يمكن تلقي الأخبار والإخطارات الحالية بأماكن الندوات المجانية والعروض الجديدة والتطورات الاجتماعية والسياسية المثيرة للاهتمام.
و هكذا بعد أن تمت مشاركة محتوى الورشة مع المتدربيين قامت الصحفية و المدربة اسراء صالح بالاشراف على نشاط عن كيفية صياغة مقترح قصة صحفية و وُزع المتدربين على مجموعات بناء على إمكانية عمل كل أفراد مجموعة على انجاز عمل صحفي يلتزم بمعايير القصة الصحفية و السرد القصصي و أخلاقيات التوثيق و مراعاة النوع الاجتماعي. و انتهت الورشة بعد مشاركة المجموعات مقترحات المشاريع الصحفية التي سيعملون عليها في ليبيا بعد رجوعهم , و بعدها قامت حنين بوشوشة رئيسة منظمة نوازي من أجل المساواة الجندرية و مديرة المشاريع فاطمة الزهراء قطيش بتوزيع شهادات الحضور على المتدربين و الثناء على مشاركتهم الفعالة.