ورقات مجنونة ”  كانت أحلاما “

ورقات مجنونة ”  كانت أحلاما “

جميلة فضل

يوم التقيتك يا أميري .. هرب صدى صوتي يدفن آهات سنين شقائي .. يومها بل  ساعتها دست على كلّ الأبواب .. تفتّحت للسّعادة  والفرح وربيع في حياتي كان منسيّا .. تراقصت حروفي  تنثر دفئا بين أوراقي المثلّجة الكئيبة .. وتلملم شتاة ذاكرة مشروخة توقف سيلان هـمّ أدمى أوردة سنوات كم رقصت كلّ ليلة على طبول سهرها المضني  تطفئها شمعة شمعة .. وتجمع البقايا .. كم يوم عشت وكم يوم دفنت فيه بلا قبر .. وأجدني سابحة في بركة زيت محترق أركب أرقاما بيضاء عددها بعدد أصابع يدي .. بليت مجاذيفي وما تخطّيت العشرة .. وكم سألت  يا أميري لياليّ ؟.. وما هذه العشرات القاتمة المرسومة على شواطئ  بركتي العمريّة  ؟..

أجابتني في فتور وعبارات نفور .. لو رجع بي إلى الرّبيع لأغرقت أيّامي زهورا لتقطفيها  ؟.. لو عبرت أمام صيف مضى كان مطويّا لأمطرتك ثمارا يانعة لتجنيها .. وما كان حالك كما أرى سمكة تسبح في القتامة  جرحت زعانفها وما ضمّدتها  حشائش خريفيّة .. يوم التقيتك يا أميري  .. نسيت بركة الشقاء .. وسموت إلى دنيا الضّياء .. رغم قتامة القهوة وفناجينها المرصّفة  الرّاقصة على وقع المطر الخفيف لهذا الخريف الحزين .. أسمع خطاك تلثمني  .. صوتك يغرقني في بحر كتاب رومنسي وأنام وإيّاك يا رجلا كم أحببته بين سطورالقصّة .. أتخطّى سورا خيزرانيّا .. تصوّرت المكان  .. ركنا من جنان الزّمان .. حرّاسه عمالقة سمر زيّبوا رقابهم بالمرجان .. استقبال عظيم مهرجان  .. زهور متفتّحة من بني الإنسان  .. صنعها ربّ الجنائن سجّدا .. لجرأتنا وتحدّينا الأعراف السّائدة لقبيلة النّسيان .. نجود بدفء لحبّ جمّد بين ضلوعنا منذ زمان .. ثمّ نتوّج سلاطين لليلة .. تاج الهوى في الميزان .. نغتصب دقائق عشق قبل فوات الأوان .. نتناجى على العرش نتزيّن بجواهر الصّولجان قلائد .. نياشين فارسين في هذا الميدان .. نصول .. نجول وعواطفنا تعزف أنغاما .. تصهرنا .. تصلينا .. نذوب في الألحان .. نطفأ الشّموع .. نذرف الدّموع .. وإله الحبّ يغنّي .. أحبّوا بعمق .. الحبّ وفاء قدسيّ .. نرجس أبديّ على رمال الشطآن .. نشرب حتّى الثمالة .. نترنّح على موسيقى العذارى .. أقطف تفاحة وأغسلها من ينبوع يصبّ فوق رأسي .. نقتسمها ونأكلها بشراهة .. يغضب إله الحبّ منّا .. يرمينا إلى أرض فيها نجوع .. كل ما فيها دماء وجراح ودموع .. ولن نسمع  هاتفا يشدو أحبّوا بعمق .. الحب وفاء قدسيّ .. نرجس أبدي .. خشوع .. حاولت انتزاع نصف التّفّاحة من بطني لأرجع إلى الجنّة .. فتحت فمي .. هرب من معصمي دمي .. وتدلّت شراييني في جفاف .. بعدد سنيني العجاف .. فزعت لما ألمّ بجسدي .. مزّقت اللحاف .. وهرعت فزعة إلى أمّي لأريها رسمي .. وأمّي بفنجان القهوة السّوداء تجري .. انقلبت القهوة من يدها على الأرض تسري .. وأنا أتزحلق فتكسر رجلي .. سقطتّ  من على سريري بين شظايا الفناجين الفارغة وشظايا المطر تتساقط على شباكي اليتيم .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :