سبها: بيه خويطر
استنكر عدد من الليبيين الانقسام الديني الأول من نوعه في دولة عربية مسلمة، بخصوص الاحتفال بعيد الفطر المبارك، حيث احتفى الليبيون بعيد الفطر المبارك على يومين مختلفين وسط جدل واسع بعد إعلان هيئة الأوقاف عن ثبوت رؤية هلال العيد مؤكدة أن العيد سيكون يوم الجمعة، بينما أعلنت دار الإفتاء أنه لم يثبت رؤية هلال العيد وعليه سيكون يوم السبت.
تقول أم أيهم، لايمكنني تصديق ذلك، أحقا !
وصلنا إلى هذه المرحلة، كنا نخالف دولة السعودية وبقية البلدان والآن أصبحنا نخالف بعضنا البعض.
بينما تضيف نعيمة الشريف “عند إعلان دار الإفتاء بأن العيد سيكون يوم السبت ذهبت إلى النوم عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وإذ أصحوا على صوت تكبيرات العيد استعدادا للصلاة، حيث انطلق الجدال بين العائلة منهم من يريد الالتحاق بصلاة العيد، ومنهم من يفضل إتمام الثلاثين يوما لقطع الشك باليقين “.
وأشارت الشريف إلى أنه عمّ الانقسام أغلب العائلات الليبية، السبب الذي جعل من فرحة العيد ناقصة خالية من البهجة .
أما يوسف الورفلي يقول: “قصدت بيت الوالدة بعد صلاة العيد أنا وأطفالي، وعند دخولي للمنزل لم أجد أي ملامح للعيد فالكل يغرق في سبات عميق ، وعند استيقاظهم أبلغتهم عن انطلاق صلاة العيد في المدينة فلا إثم علينا، وافقني البعض وخالفتني الغالبية بقول إنّ مفتي الديار هو الوحيد الذي يقرر ذلك ولم يقر برؤية الهلال”.
وطالب الورفلي الجهات المسؤولة عندما يكون الأمر متعلقا بالدين والحقوق الإلهية يجب ركن أي خلافات أو نزاعات سياسية جانبا حتى لا يدخل الشعب في انقسامات أخرى لم تكن في الحسبان .
وأضاف الصحفي أحمد التواتي “لم نتوقع أن تحصل مثل هذه الانقسامات، في دولة عربية ومسلمة، وبين شعب واحد. وعلى الرغم من التنوع الموجود والترابط الديني والاجتماعي كنا نعتبر أن هذين الجانبين لا يمكن المساس بهما ولكن نتفاجأ بهشاشة وضعف ديني كبير.
عدّ التواتي الشرخ والانقسام سببه صراع بين دار الإفتاء و الأوقاف ، وعلى الصعيد السياسي بين المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية حيث اعتبر أن هذا الانقسام الذي حدث، انقسام سياسي صرف.
يقول التواتي :” فضلت الصوم وإتمام الثلاثين يوما بعد كثرة الأقاويل ليكون أول أيام عيدي يوم السبت”.
أما محمود عيسى البالغ من العمر 24 سنة طالب جامعي يقول:” لم يكن العيد عيدا ، حيث جعلته الخلافات وانقسام العائلات بين صائم ومعيد بائسا جدا رغم أن شهر رمضان المبارك كان ولأول مرة منذ سنوات شهرا جميلا ، وآمنا في مدينة سبها حيث لم نسمع عن قصص السطو والسرقة والحرابة والقتل التي رافقت ليالي وأيام رمضان السنوات الماضية ، بفضل توفر الأمن والسيولة كان رمضان هذا العام مختلفا تماماً ، لكن العيد كان صدمة بالنسبة لي حتى لم أخرج لمعايدة الأهل والأصدقاء إلا في المساء والسبب حيرتي الشديدة رغم أنني على يقين تام بأن يوم الجمعة هو العيد الصحيح إلا أن هذا الشرخ أربكني جداً”.
بدوره أضاف المحاسب علي الترهوني:” الحقيقة أنني أكملت صيام الشهر 30 يوماً واتباع كلام المفتي رغم قناعتي أن الموضوع مسيس فلو لم يخرج الإعلان على قناة المسار ولو لم تكن الشهادة من المنطقة الشرقية لكان العيد تماما كعيد سمنو الذي تم الإعلان عنه في آخر لحظة ومع ذلك جميعاً اتفقنا أنه عيد وعيدنا.
وفي ذات السياق تساءل مصعب القمودي ، لماذا عندما أدلى الشهود من منطقة سمنو بالجنوب برؤية الهلال تم تصديقهم في ساعات متأخرة من الليل، بينما عندما تم مشاهدته من قبل أناس متخصصين من المنطقة الشرقية تصر دار الإفتاء على منع قبول أي شهادة يدلَى بها من قبلهم وكأن الأمر أصبح تصفية حسابات وصراعا سياسيا متلاعبين بأشهر الله الحرم والمساس بالدين الإسلامي.
أما القانوني عمر عبد الحميد، قال:” إن انقسام عيد الليبيين أمر مؤلم إلى حد الغاية ولكن لا يمكنني الفطر على شهادة شاهد مرتبك لوحده ولم يكن معه شخصان على الأقل لتأكيد قوله ، لذا أكملت الصيام ومن الخير لي أن أصوم الشهر كاملا على أن أصومه ناقصا رغم أن أخي شقيقي عيد يوم الجمعة لكني أجزم أن عيده غير صحيح ، صمت وأنا مرتاح والزيادة أفضل من النقصان كما يعلم الجميع.
تضيف سلمى عبدالله ربة أسرة،” آخر ما كنت أتوقعه أن ينقسم عيدنا لعيدين ورغم أنني خرجت من رمضان بمنتهى البهجة لكن الإعلان أولا عن أن العيد يوم الجمعة عبر قناة المسار ، ثم لحقه نفي المفتي وإعلانه عدم رؤية الهلال ثم قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية أمور تداخلت فجعلتني أشعر بالارتباك ، صحيح عيدت يوم الجمعة لكن ظل عيدي ناقصا فبعض جيراني لم يعيدوا ولم يرسلوا لي عصيدة العيد كما عودوني.
وقالت هنادي عبدالسلام، هذه المرة لم نستقبل العيد بعصيدة “الرب والسمن ” من أيدي أمي حيث ظلت في حيرة من أمرها هل نصوم أم نتبع المسجد الذي يقابل بيتنا وهو يستعد لصلاة العيد، وعلى غير العادة لم نجتمع في بيت جدتنا بسبب اختلاف الآراء وقرار جدتي الصوم وإكمال الثلاثين يوماً، مؤكدة أنها لم تستمتع بلذة العيد ولا تفاصيل يوم العيد .
وبدورها أكدت صحيفة المرصد حصولها على نسخة ورقية للتقويم الهجري الذي أعدته دار الإفتاء قبل أسابيع وفق ” معايير شرعية وفلكية مُتفق عليها ” وحددت فيه 1 شوال ( العيد ) يوم الجمعة قبل أن تقوم بحذفه من تطبيقها وكل منصاتها وتوجه مكاتبها بعدم التعامل به.