- كتبت سليمة محمد بن حمادي
يبدو أن الحرب في مدينتي لم تنتهِ ولم تحط أوزارها بعد، ولا زالت أجراسها تدق بين الحين والآخر بين زوايا أجمل بقاع جميلتي والتي أحمل لها الكثير من الذكريات بين حنايا خاطري إنها ( المدينة القديمة) صوت المدفعية والقذائف وأزيز الطائره بين الحين والآخر وصوت صفارة سيارة الإسعاف التابعه للهلال الأحمر الليبي أو للمستشفى نذير جو متوتر …الكل صامد خلف الأجهزة الإلكترونية من نقالات وحواسيب ..مرابط أمام صفحات التواصل الاجتماعي لمتابعة( أحداث درنة).. لمعرفة آخر الأخبار …الكل يكتب معلقآ..، وبعضهم بعلامات الإعجاب مكتفيآ..، وآخرون يتابعون بتلصص وكأن مقلهم مرسومة بعناية أمام المناشير التي يختبؤون خلفها وكأنهم بذلك قد نجحوا في استغفال غيرهم وإني أراهم لا يستغفلون إلا أنفسهم… في المنازل الخوف عاد من جديد يسكن جدرانها والوجوم بات مجددآ يسكن أهلها…الكل يهاب النزوح فهم أصحاب تجربة سابقة لا زالت مرارتها تسكن حلوقهم … أين المفر؟ سؤال يدور صداه في رؤوس أرباب الأسر الذين كبلتهم أحداث المدينة وأطلقت لهم العنان في حيرة لم تستكن منذ زمن… من أين لكم أبناءنا بكل هذه القسوة؟ لم يرف لكم جفن ولم يرمش لكم طرف! ولم يلن لكم فؤاد ! إنها درنة (جميلة الوطن) معقل (الأدب و الفن و الحضارة و العلم) عنوان الروعة والجمال البديع ..البهية في تاريخها وفي كل متعلقاتها… تاه أرباب الأسر بين جشع المستغلين (تجار الحروب) باحثين عن مأوى يحتويهم ويقي عنهم حرارة الصيف و برد الشتاء و ملاذآ يحفظ لهم شيئا من كرامتهم ..دافعين ثمن ضريبة لا ناقة لهم فيها ولا جمل..عندما تساوت منازلهم بالأرض ..وهدرت أرزاقهم إنه الظلم الذي يمشي على الأرض..والذي نعرفه عنه جيدآ (إن الظلم ظلمات) كما وصفه المصطفى عليه السلام…. الله عز وجل أطلق على نفسه جميع الصفات في أسمائه الحسنى..ولم يطلق على نفسه صفة (الظالم.).بل قال (العادل) ولم يبشر في القرأن الكريم سوى (الصابر) فاللهم اجعلنا من الصابرين لنفوز برضاك.. وأجرنا في محنتنا يا كريم.