توفي اليوم الشيخ رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عن عمر ناهز 73 عاما.
وأعلنت وزارة شؤون الرئاسة في الإمارات عن وفاة بن زايد في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية، حيث تم بحسب البيان إعلان الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام في البلاد لمدة 40 يوما، فضلا عن تعطيل العمل في الوزرارات والدوائر والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص لثلاثة أيام.
والشيخ خليفة بن زايد هو ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي، كبرى الإمارات السبع المكونة للاتحاد.
ولد خليفة بن زايد في مدينة العين بإمارة أبو ظبي سنة 1948، وهو النجل الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وكان ولياً لعهده. تلقى تعليمه الأساسي بمدينة العين، في المدرسة النهيانية التي أنشأها والده.
وكان أول منصب رسمي شغله هو “ممثل حاكم أبو ظبي في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها”، وذلك في 18 سبتمبر / أيلول 1966 وعمره لم يتجاوز آنذاك 19 عاما.
وفي 1 فبراير/ شباط 1969، عُين وليا لعهد إمارة أبو ظبي، وكان عمره حينها 21 عاما.
وبعد يوم واحد، تولى رئاسة دائرة الدفاع في إمارة أبو ظبي، وكان من ضمن مهامه الإشراف على قوة دفاع الإمارة، التي كانت نواة جيش الإمارات العربية المتحدة.
في 1 يوليو/ تموز 1971، تولى خليفة رئاسة أول مجلس وزراء لإمارة أبو ظبي، إلى جانب تسلمه حقيبتي الدفاع والمالية.
وبعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1971 ثم تشكيل الحكومة الاتحادية في الشهر ذاته من عام 1973، أسند إليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب مسؤولياته المحلية.
وفي 20 فبراير/ شباط 1974، وبعد إلغاء مجلس الوزراء المحلي، أصبح خليفة أول رئيس للمجلس التنفيذي الذي حل محل مجلس وزراء الإمارة.
وبصفته رئيسا للمجلس التنفيذي لأبو ظبي، تولى خليفة بن زايد رئاسة المجلس الأعلى للبترول، الذي تقع على عاتقه مسؤولية الصناعة النفطية في أبوظبي والعلاقات مع شركات النفط العاملة في الإمارة.
إلى جانب ترؤسه للمجلس التنفيذي، أسس خليفة بن زايد سنة 1976 جهاز أبو ظبي للاستثمار، الذي يشرف على إدارة الاستثمارات المالية للإمارة وأصبح رئيسا له.
في مايو/ أيار 1976، وبعد إدماج القوات المسلحة للإمارات السبع تحت قيادة واحدة وعلم واحد، عين خليفة نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تولى لفترات رئاسة مجلس إدارة صندوق النقد العربي، ومنصب ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة في الهيئة العربية للتصنيع الحربي.
من بين أبرز منجزاته إنشاؤه، سنة 1981، دائرة الخدمات الاجتماعية والمباني التجارية، المعروفة باسم “لجنة الشيخ خليفة”، التي ساهمت في توزيع الثروة على المواطنين في إمارة أبوظبي عبر تقديم تمويلات سخية دون فوائد لبناء مبان تجارية تدر على أصحابها عوائد مالية دورية.
وقد أسهم ذلك في رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وفي النهضة العمرانية في الإمارة.
وفي إطار اهتمامه بتطوير البنية التحتية والمرافق الخدمية في دولة الإمارات، كان خليفة بن زايد من أهم داعمي بناء أعلى برج في العالم، برج خليفة، الذي يعد أعلى بناء شيده الإنسان بارتفاع 828 مترا، والذي بدأ تشييده قبل أشهر من وفاة والده سنة 2004
وتم افتتاحه في مطلع سنة 2010.
في المجال الاجتماعي والإنساني، أسس سنة 2007 مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، التي تتكفل بمصاريف العلاج والدراسة وتأمين المأوى والغذاء للمعوزين في عدة مناطق في العالم.
وقد أولى خليفة اهتماما خاصا بالحفاظ على البيئة، وعين أول وزير للبيئة في دولة الإمارات في أول حكومة تشكلت في عهده سنة 2006.
ويحسب له أيضا أنه منح المرأة الإماراتية الحق بإعطاء أولادها الجنسية عند بلوغهم سن الرشد في حال زواجها من أجنبي. كما حصلت في عهده أول امرأة على عضوية المجلس الوطني الاتحادي.
وأدخل خليفة تعديلا على أسلوب اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، حيث أصبح نصف أعضاء المجلس الأربعين منتخبون من طرف هيئات انتخابية منذ سنة 2006، بينما ظلت عضوية النصف الآخر تتم بالتعيين.
لكن الرئيس الإماراتي لم يمنح المجلس الوطني صلاحيات أكبر من مهام استشارية، ما جعل بعض المنتقدين لإصلاحاته في هذا المجال يعتبرونها شكلية إلى حد ما، رغم اعتراف الجميع بأنها شكلت خطوة، وإن متواضعة، إلى الأمام في مجال دمقرطة الحكم في دولة الإمارات.
أصيب في يناير/كانون الثاني من عام 2014 بجلطة دماغية خضع إثرها لعملية جراحية تكللت بالنجاح. لكن حضوره في المجال العام كرئيس للدولة بدأ يتراجع منذ ذلك التاريخ، إذ أسند أغلب مهامه لشقيقه محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
تزوج الشيخ خليفة من شمسة بنت سهيل المزروعي عام 1964 ولهما ابنان وست بنات.
تقدر ثروة خليفة بن زايد الشخصية بحوالي 18 مليار دولار وهو رابع أغنى الحكام في العالم.
ويملك خليفة أكبر يخت في العالم واسمه “عزام” ويبلغ طوله نحو 180 متراً واستغرق بناؤه أربع سنوات، وبلغت كلفة بنائه نحو نصف مليار دولار وتكاليفه السنوية تقرب من 50 مليون دولار. ويضم اليخت مسابح على السطح وداخله إضافة الى مهبط للطائرات المروحية.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2020 وثائق كشفت فيها عما قالت إنها إمبراطورية عقارية يملكها خليفة بن زايد في بريطانيا تجاوزت قيمتها حينذاك خمسة مليارات جنيه إسترليني ويدور حولها نزاع شديد داخل أفراد العائلة.
وكشف التقرير أن محفظة العقارات الشخصية لخليفة، والتي يقع بعضها في أغلى أحياء لندن، تتكون إلى حد كبير من العقارات التجارية والسكنية “فائقة الجودة”.
ويشير تحليل بيانات السجل العقاري إلى أن محفظة خليفة التجارية والخاصة تضم حوالي 170 عقاراً، تتراوح بين قصر منعزل بالقرب من ريتشموند بارك إلى العديد من المباني المكتبية الراقية في لندن مؤجرة لصناديق التمويل الاستثماري والبنوك الاستثمارية، ببدل إيجار سنوي قدره 160 مليون جنيه إسترليني.
المصدر : bbc