وكانت دمشق 

وكانت دمشق 

وفائي ليلا

تدفق الناس الغريب

ازدحام يشق طريقه  بصعوبة

كي يستريح

وكانت الولد ودائماً في المقعد الأخير

يراقب كيف تدور الطرقات كلها،

الأرصفة

وكيف تخترع الأرض دورتها دون أن تتعب

تجترح كل تلك الاستدارة

ولا تميل  

وقصص لا تحصى

ولا تقال

يتشابه رثها حتى التعب

وكانت دمشق

وجع الناس

انهماكهم في نحت اللحظة

وابتكار اليوم

لهاثهم من أجل القليل

كل الرقع التي يسترونها

كل الدموع التي يخفونها

كل الاسماء التي ماعادت

كل الاماكن التي اختفت

وكل ما سقط على كامل طوله

ومات

وكانت

الفاتحة

وطريق الأربعين

وصوت أمي

ونوافذ أولياء الميدان

شمعهم الذي لا ينطفىء

جرحهم

وصبرهم الطويل

وكانت دمشق

كل تلك الأبواب

كل تلك الممرات الضيقة

والزوايا التي تحشر الذكريات على جدرانها لتقول

انهمار طين التعب

ظل العتبات

رنين ظل البنات

وصوت

ينادي …ولد

وكانت دمشق

كل الأقدام التي تسرع

كل الوجوه التي تخفيها كدمات العيش

الأكتاف التي حطمها العوز

الأكف التي لم يعد مُجدٍ أن تلوح لأحد

الدموع التي لا تسقط

لكنها تسيل

مهما حاولت الوجوه أن تختفي

النشيج أن يشيح

مهما حاول اطباق الفم الحازم

أن يتحفظ

أن لا يقول

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :