- محمود السوكني
إستطراداً لما جاء في مقال الإسبوع الماضي بشأن حلم الصهاينة المتمثل في توسيع مناطق إحتلالهم على حساب جيرانهم العرب ، ورداً على بعض المتنطعين الذين سخروا مما نحذر من وقوعه لإستحالته وفق قناعتهم (لأن جيشهم صغير لا يقدر على إحتلال كل هذه العواصم والمدن) !
وكأن المحتل يعتمد على جيشه وحده فيما يقترفه من جرائم وما يرتكبه من أفعال ، وأن كل ما إستحوذ عليه من أراضي من منتصف القرن الماضي كانت كلها نتاج بسالة جيشه المغوار وحنكة قادته الشطّار !
والبعض تذهب به الظنون بعيداً ويتصور أن من يحذرون من تطلع الصهاينة إلى تأسيس دولتهم الكبرى ، إنما يبالغون وأنها ليست سوى (ديباجة إستخدمها أساطين الصهاينة الأوائل كضرورة تأسيسيّة) ولم يدر في خلدهم أن التيار الديني المتشدد الذي يتحكم في مفاصل دولة الإحتلال الآن يؤمن بأن (حدود دولة اليهود ، هي الحدود التي وعد الرب بها إبراهيم من الفرات إلى النيل ) ! وهو تفسيرهم للآية (18:15) التي وردت في سفر التكوين والتي تقول على لسان الرب وعداً لإبراهيم (لنسلِك أُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير أو ما يعرف بنهر الفرات) وفي إعتقاد “دانيلا ڤايس” وهي إحدى أشد المتطرفين والمسئولة عن الإستيطان في الضفة أن المقصود بنسل إبراهيم في هذا النص الديني هم (بنو إسرائيل) !
وتأكيداً على رسوخ هذا المعتقد في أذهان حكام تل أبيب ، وأن هذا الهدف الإستعماري الوقح لم يعد سراً يخفونه ، قام النتن في شهر سبتمبر من عام 2023 وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وبكل برود وكأنه يعلن حقيقة دامغة ويدافع عن حق مغتصب ، بالإعلان عن (أرض إسرائيل الكبرى) ملوحاً بالخريطة التي تضم لبنان والأردن والسعودية والعراق وسوريا ومصر .. إلخ ، لم تغطي الخريطة مساحات الدول المذكورة بالكامل كمصر مثلاً ، لكنها كانت تفضح سعي دولة الإحتلال لإحتلال دول عربية إعتقد ساستها أن تطبيع العلاقات مع العصابات الصهيونية سيجنبهم إقتلاعهم من عروشهم وإحتلال أراضي البلدان التي رزئت بوجودهم !
و.. الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .