- عماد غزالي
لو أنهم رجالْ
لو يهبطون من سماء الآلةِ العمياءْ
لساحةِ القتال
لو أقدموا وجها لوجهْ
قلبا لقلبْ
لعرفوا ، حينئذٍ
كيف تكونُ الحربْ .
**
من سنواتٍ
وأنا أرقبُ تلكَ المهزلة
أُسْدُ السلام والمسامحة
حين يروْنَ القَتَلة
تدفعُهم أكُفُّهم
إلى المصافحة .
**
أيتها الأرضُ التي تنبضُ تحتَ عيني نبضةً أخيرة
فتصرخُ الدماءُ في عروقي كالرعود :
لا ..
أقولها لكلّ خانعٍ ، وواهنٍ ، وخائن
لن أبرحَ المكان
لو هدموا مدائني
وأحرقوا مزارعي
فكلُّ لحظةٍ من الحياةِ
تحت ظلّ الخوفِ .. موتْ
لا ..
لن يضمَّني سقفٌ لبيت
ولم يزل هناك
الراكعون للعدوّ ، والسُّجود
لو أنني زرعتُ نبضةً كهذهِ
في قلبِ جيلٍ قادمٍ
من قبل أن أموت
تحقّقت مشيئتي
عند الصعود .
**
أقدامُنا
موغلةٌ في الأرضِ ، كالأشجارْ
جزءٌ من المكان نحنُ ، رغم ركضنا
فوق التلال والقفار
أجسامُنا السياجُ ،
حول الروح والذمار
وفي الخنادقِ المموّهة
وفي الأخاديد التي نخرجُ منها
صاعقةً، في إثر صاعقة
نلتفُّ حول رتلٍ من جنودهم
فيفزعون
وليس في مقدورهم، إلا الفرار
طلْقاتُنا في الظهرِ، ترجمُ الفُجَّار
يبكون كالنساء، يسقطون
ويرجعون نحو جيشٍ
غارقٍ في العار .
**
يا من تزعزعَ اليقينُ في قلوبهم
هُويّتي :
لسانيَ العربي المبين
هذا كتابي في اليمين
يدفعُني عشقُ الحياةِ كي أكافحَ الممات
بمدفعٍ ، أو بندقيةٍ عتيقة
لا أبتغي غير الصمود
وغير طلعةِ الحقيقة
فلترفعوا أقلامَكم عني ،
وقولوا : واحدٌ منا
ورغم الهولِ
يأبى أن يميد .
**
أطفالَنا الماضين نحو رحمةِ الإله :
أطفالُنا الآتونَ
في خضمّ لحظةٍ مخاتلة
سيعلمون بعد اليوم
كيف يكبرون
وكيف يشمخون
ففي زمانهم
ستذهبُ العروشُ الخانعاتُ للجحيم
ومن شقوقِ الأرضِ
سوف يطلعون
موغلةً أقدامُهم في الأرض كالأشجار
مبسوطةً أكُفُّهم
إلى السماء ، مثل هذه الأشجار
وليس فيهم راكعٌ أو ساجدٌ
لغير وجه الله
جموعُهم وارفةٌ ،
وفي اليدِ الكتاب
وفي الشفاه لغةٌ جديدة
ليصنعوا الحياة .