بقلم :: نجلاء فتحي الحرز
بنغازي يحتضنك الكثيرون بحبهم ، وتحتضنين الكثيرين بقلبك ، هي كالأم قلبها يتسع للجميع ، وهم كالأولاد البارين لها بصفاء قلوب الأطفال وحكمة وعقلانية الكبارتتنوع الفرحة التي أراها بين مختلف أبناء وطني وبكل قبائلهم ومدنهم ومسمياتهم وأفكارهم وتوجهاتهم ، هناك فرحة لأحدهم يبعد عنها مئات الكيلو مترات ، وآخر لا يبخل عليها بالفرح رغم فقدانه لصديقه الذي لم يكن يتمنى شيئاً إلا تحريرها ، أما تلك العصية التي ودعت نجليها وأبناء أحدهم لا يكفون البحث والسؤال عن فقيدهم هي أيضآ غلبت الفرحة دموعها ، كالجميلة التي فقدت حبيبها الذي وعدها بتاج زواج لا مثيل له محاك بخيوط النصر والشرف .. و لكن !غدره الجبناء واستبدلوا ما كان يعد لها .. بما أعدو له،وأصبحت الآن هي حبيبة الشهيد ، كمن سبقتها وأصبح لقبها أم الشهيدين ، أما ذاك الصديق تختلط عليه المشاعر الآن ولن يبدأ وجعه إلا بعد منتصف الليل .. و لن يكون حاله أفضل من الذي لم تطل أيادي الغدر والخيانه إلا جزءاً من جسده .. ولا يبالي بل يشعر بفخر ما قدم ، عادت جمعت قلوبهم فرحة الأبناء بالأم ، والجميع تناسى أحزانه والجميع فخور بما قدم لا أحد ينتظر العرفان والجميل ، جميعنا ننتظر ما بعد التحرير