عثمان البوسيفي
مرة أخرى يحدد موعد جديد وهو اقتراح من مفوضية الانتخابات من أجل إتمام مسيرة لم تكتمل لانتخاب رئيس لهذا البلد الغارق في الفوضى. ومرة أخرى لا أحد يدري هل يسمح البلطجية وتجار الأزمات بنجاح المفوضية في اختيار رئيس سيجد مشاكل لا حصر لها من حكومات سابقة كل همها هو ما تجمعه من أموال مما يؤكد أنها في الحقيقة مجموعة عصابات وتحالفات من أجل سرقة ثروة البسطاء وأحلامهم في رؤية رئيس يخدم وطنه ولا يخدم عصابته. العودة القوية للمرأة الأمريكية التي ينحني لها الكل تقريبا لأنهم يعرفون البلد الذي تقف مسنودة عليه تلك السيدة.
زيارة باشاغا ومعيتيق إلى بنغازي ولقائهما مع حفتر أسال الكثير من الحبر والكثير من النقاش حول كيفية حدوث مثل هذا اللقاء بين الإخوة الأعداء الذين تقاتلوا على أسوار طرابلس وتركوا خلفهم كثيرا من الجثث والكثير من المعاقين الذين انضموا إلى قافلة المعاقين في بلاد لا تصلح للحياة لمن لم يفقد أطرافه فكيف لمن فقد بعضا من أطرافه؟!. في اتجاة آخر كان اللقاء بارقة أمل عند البعض الآخر عله يكون نهاية للحروب التي أكلت الأخضر واليابس في بلد لا تعرف غير الفوضى والوجع.
أنصار الاستقرار ظلت أحلامهم قائمة رغم كل الظروف في رؤية رئيس عله يتمكن من وضع البلاد على سكة العمل والتطور ويعيد ترتيب بيئة جيدة لأجيال قادمة في بلاد محطمة ومتخلفة ولكن الأحلام وحدها لا تكفي.
السؤال الذي يطرح نفسه هل ستكون هناك انتخابات في هذا التاريخ الذي وضعته المفوضية وتركت الخيار النهائي للبرلمان البائس الذي لم يفعل شيئا غير التهام الأموال مثل مثل بقية الاجسام الميتة وغير القادرة على فعل شيء؟
ومع ذلك تمارس كل الحيل من أجل البقاء لفترة أطول. الكرة الآن في ملعب ستيفاني هل تستطيع ترويض الكلاب التي تتمسك بالمشهد الليبي الداخلي وتدفعها إلى قبول إجراء انتخابات أم لا ؟
الأسئلة كثيرة وكلها تتمحور هل يرضخ الجميع إلى الصندوق ويقبلون ما يأتي منه؟ أم يحدث ما حدث في 2014 حين كانت النتائج مخالفة لما كان ينتظره رعاع الإسلام السياسي الذين ساهموا مع غيرهم من البلطجية في تدمير حلم وجود دولة في هذا الحيز من العالم . غرق البسطاء في الأحلام وعدم خروجهم للشارع والمطالبة بقيام انتخابات حرة نزيهة هو ما ساهم في بقاء تلك العصابات كل تلك الفترة وسرق المزيد من الأموال التي يدفع بعضها من أجل أن تستمر الفوضى وغياب شبه تامة لسلطة الدولة.
مشكلتنا العويصة أننا مازلنا نركن إلى السماء وحدها كي نتحصل على دولة مثل بقية العالم ولا نستطيع التفكير بصوت واحد والعمل من أجل تغيير تلك الظروف. جموع كبيرة هدفها الأوحد هو كيف تتمكن من الحياة وسط هذا العبث وتتمكن من شراء طعامها والعودة إلى بيوتها الخالية من الكهرباء رغم الوعود الكاذبة من الحكومة أن مشكلة الكهرباء قد حلت.
مرة أخرى نستظل بموعد جديد هل يكون قادرا على تحقيق المبتغى أم لا ؟ أيها القارئ العزيز كل العذر منك كنت أشتهي الكتابة عن حال أفضل لكن في كل موعد كتابي أنقل لك مزيدا من البؤس الذي أفر منه ويستمر في ملاحقتي.