حكايات 

حكايات 

  •  أنيس البرعصي

في الأزمنة الغابرة والعصور التي ليس بها فيراري وايفون، كان سادة القوم يتفاخرون بعبيدهم،

فتجدهم يطوفون مدنهم فوق عروش متحركة محمولة على أكتاف من يملكون ..

 أما عديمي المواهب والنفع

 الذين حالفهم الحظ بألا يكونوا مملوكين فأبتكروا لأنفسهم وظائف أخرى لكسب الرزق والتسلل عبرها للبلاط ..

 هذا مهرج يجيد الشقلبة والتسلية

وذاك عراف يدعي كشف الغيب وقراءة الكف

وتلك راقصة غجرية يمضي الوقت في حضورها بسرعة الضوء

 حتى أدنى الرتب

ممن يتنازلون عن إنسانيتهم وملابسهم ويمسخون ذواتهم بإمتهان أسخف المهن وأفسقها من أجل المال فحسب ..

وإذا كانت تظن بأننا قد تقدمنا وأنها مهن قد اندثرت، فأسمح لي أن أصفعك بيد أشير بها لمحيطك الذي يفند كل ماتظن ..

حدثاء النعمة وأصحاب الجاه الملطخ

بدلا من التنزه مع أنفسهم أو حيواناتهم الأليفة ستجدهم يتسكعون -بلا سبب- رفقة خادمات أفريقيات في الأسواق والمحلات

 لا لشيء فقط لجذب الانتباه وتصدير صورة مزيفة للأخوة المشاهدين

ليتلقوا مقابلها نظرات استغراب تترجم على أنها انبهار تغذي غرورهم وتنفخ ذواتهم الجوفاء ..

أما المهرجين المتسولين -أحرار الصدفة

وأشباه الراقصات المتعطشات للبقشيش والنقط

ستجدهم في نسخ عصرية على التيك توك

بأسماء وألقاب حداثية تغلف عارهم كالقشور

وبالحشوات القديمة ذاتها .. يفقسون البيض على رؤوسهم، يتشقلبون كالقردة، يستخدمون كرامتهم كممسحة أرضيات لجذب انتباه المتصفحين ..

 أرشقهم بالمال المشفر على هيئة رموز وأسود وسيتحولون إلى ما يطلبه المشاهدون وسيعرضون ما يجذبهم ويسليهم .. بدءا من حياتهم الشخصية حتى أرخص ما يملكون.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :