أضمّ الصّمت إلى الصّمت

أضمّ الصّمت إلى الصّمت

ماجدة الظاهري

نمت مغتاضة

أفقت فلم أجد صوتي

صوتي الذي فقدته

ترك هوّة في الصدر

تسبح فيها النقاط والفواصل

لا حرف فيها

صوتي الذي فقدته

أضرم نارا في دمي

تركني تحت سماء غزيرة بالصمت

أحلم بمطر يصب الفيض في الصدر

ويغيثني الغيث

صوتي الذي فقدته

كنت أدسّه في جيوب قلوب أطفال

إذا كبروا وحنوا لطفولتهم

وجدوا الحلوى

فيمر الكلام على ألسنتهم أحلى

بصوتي قلت “أحبك

للذي زرع في بستان قلبي شجرة

وعد الرب أن يطعم عصافيرها كل ربيع

نسي الوعد

ماتت الشجرة

بصوتي قلت “احبك

للذي تحسس ساقه اليسرى فلم يجدها

جعل “أحبك”ساقا

كبر يساريا ٠٠٠

ركض….

قفز….

مات عند أول انعطافة على اليمين

صوتي الذي فقدته

كان يردد “أكرهك

لطغاة العالم فقط

ما قلت “أكرهك

للتي داست على ظلي بكعب حذائها

حين اقتفت أثري

سحبته بوجيعة

لفني الصمت ومضيت

وفضحتها القصيدة

ما قلت “أكرهك

للذي جعل قلبي مطفأة

لدخان سجائره

كنت أجمّع الرّماد وأذروه

على الكلمات الظالمة

كلمة كلمة

فقدت صوتي

ضممت الصمت إلى صمتي

قلت في سري”لا بأس

لإخوة هدموا جدران البيت

ما تركوا لي نافذة

أطل منها على قبر أمي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :