- محمود السوكني
يقول “أبا الطيب المتنبي” سيد شعراء العرب :
(ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى / عدو له ما من صداقته بد) وكلنا ندرك من واقع التجارب المريرة التي مرت بأمتنا العربية أن الولايات المتحدة الأمريكية لايمكن أن تكون يوماً صديقة وفية للعرب ، ولا يعقل أن نحلم ولو كان (مجرد حلم يقظة) بأن تصبح في أي وقت حليفاً لنا نركن إليه ونطمئن إلى جواره ، هذه حقيقة لا ينكرها سوى جاحد أو غافل أو غائباً عن الوعي ؛ لا حاجة للأستطراد في البديهيات .
لكن الزمن الأغبر يفرض علينا أن نستجدي هذه العلاقة ، أو أن نضمن تجنب شرورها ، وأن نلتمس العون من أفضل وجوهها حتى وإن كان قبيحاً ، مناسبة هذا الحديث ، مايجري الٱن في أمريكا حيث إنتخابات الرئاسة على اشدها ، والحزبين شحذا اسلحتهم ، واستعدا بأتباعهم ، وطفقا يغريان الناخبين بالوعود الخلابة طمعاً في أصواتهم ؛ بالنسبة لأمة العرب وقضاياها وما تعانيه في زمنها ، فإن الحزبين لا يختلفا كثيراً في توجهاتهم ، ونظرتهم الدونية للعرب عموماً ، وللمسلمين منهم على وجه الخصوص ، وبالتالي فإننا لا نعول عليهما كثيراً ، ولكن ، مادام السباق بين إثنين سبق أن خبرناهما ، وتابعنا ما خرج من فيهما وما صنعت اياديهم ، ولأن (أحلاهما مر ) فإننا نرجو أن تكون الغلبة للحزب الديمقراطي ومرشحته “كاميلا هاريس” التي يؤيد حزبها فكرة الدولتين ، وتعارض هي علناً ما يتعرض له المدنيين في غزة ، وسبق أن واجهت (النتن) بحدة وصرامة وأصرّت في سابقة لم تحدث من قبل على عدم حضور جلسة مجلس النواب أثناء إلقاء النتن لأكاذيبه وإفتراءاته المحبوكة . في المقابل ، فإن الوطن العربي قد عانا الأمرين في فترة حكم (ترامب) الذي كان كريماً بإفراط مع الكيان المحتل أكثر من أي رئيس أمريكي سابق ، وكان أيضاً عديم اللياقة ، فقير اللباقة ، منعدم المرؤة مع العرب والمسلمين ومع قادتهم على وجه الخصوص !
لقد نقل (ترامب) سفارة بلاده إلى القدس قبل أن يُطلب منه ذلك رغم أن كل الرؤساء السابقين رفضوا تحقيق هذا الحلم الصهيوني ، وهو من إخترع مشروع (صفقة القرن) التي إعترفت بالقدس عاصمة موحدة لدولة الإحتلال ، وبالجولان جزءً لا يجزأ من دولتهم المغتصبة ، وقام بطرد السفير الفلسطيني وعائلته من واشنطن بعدما قرر قفل سفارة فلسطين هناك ، وأهان قادة عرب كان في ضيافتهم وادّعى أنهم باقون في الحكم بفضل رعاية أمريكا لهم و.. الحديث يطول عن مٱثر هذا الرئيس المعتوه الذي إذا مانجح في الخامس من شهر نوفمبر القادم فإن أمة العرب التي طال سباتها لن تفيق أبدا .