ردو عليك من كانو سند
محمود السالمي
قراء فسانيا الأعزاء.. في معرض الحديث عن تعامل الناس مع بعضهم البعض ، يستخدم الناس تعابير ومفردات عديدة للأستدلال على مواقف تتكرر .. لذلك بدات مقال الاسبوع بالقول :
يالعين مرودك عاميك .. “المرود” معروف .. هو أداة تستخدمها النساء لتكحيل العيون، وهو عود ممسوح، مصقول وناعم، ورأسه غير مسنن. وهو مع المكحلة المعدنية ، أو مكحلة القماش وهي كيس صغير من القماش الأسود، تُطرز عليه من جميع الجهات خطوط ورسمات متنوعة جميلة الألوان، وفي كلٍ من المكحلتين مكان يُوضع فيه المرود .
والمرود والمكحلة والعين ، ثلاثي ارتبط بحياة الناس ، وبتعابيرهم ، وامثالهم ، والمثل المشهور ( بيكحلها عماها ) وهو مثل شعبي ، عامي ، معروف في عموم الوطن العربي ، و يقال في العادة عندما يعجز شخص عن مساعدة آخر في حل المشكلة ، وربما يزيد المشكلة تعقيدًا ،اويشار به إلى شخص خرب شيء ما عند محاولة إصلاحه ،أو عن الشخص الفاشل في حياته ولا يستطيع تحقيق المزيد من النجاح والتقدم ، ومثله قولهم ” زاد الطين بلة ” .
وفي قصة هذا المثل ، بيكحلها عماها وارتباطها بالاسطورة .. يروى انه في أحد قصور الأثرياء قطة جميلة وكلبًا نشبت بينهما علاقة صداقة بحكم تربيتهما معًا علي عكس المتوقع، والكلب كان معجبًا بشكل عيون القطة لدرجة انه سألها عن سر جمال عينيها، فأخبرته القطة أن عيناها بها كحل فأراد الكلب أن يقلد القطة وقرر أن يضع في عينيه كحل مثلها، ولكن أحيانا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن اذ أحضر الكلب قلمًا كحل محاولًا أن يتزين به، ولكن للأسف مخالب الكلب خانته ودخلت في عينيه فقعتها وانتشر المثل بعد هذه الواقعة « بيكحلها عماها .
ولنا أن نستحضر في هذا المقام ، قصيدة ل امحمد قنانة الزيداني ، الشاعر المعروف جاء فيها :
بنادم ليا خص ماله من ايده … حياته زهيدة … يعزم علي شيل حمله يكيده
بنادم ليا خص ماله يهاود … ويملا المزاود … ويعمد طريق السبب ما يعاود
بنادم مثيل الذهب في المراود … ليا راد سيده … بعد كسر ينصاغ صيغة جديدة
وفي مناسبة قول هذه القصيدة ، هو ذهاب امحمد قنانة ، لشخص ليشتري منه أضحية وليس لديه مال فطلب من صاحبها أن ينتظره فترة زمنية حتى يفرج الله فوافق مبدئيا ولكنه تراجع عندما جاء قنانه ليأخذها واعتذر منه قائلاً : انه لن يبيعها بالدين فقال امحمد قنانة عندما رجع لبيته امام ابنته هذه القصيدة .. وتعني ان الرجل يصل به الفقر الى حالة سيئة ، لكن ذلك لا يدفعه لليأس بل عليه بالسعي والسفر والكد ليعود بالمال وعندما يريد المولى عز وجل سيغير الله حاله ويصبح إنسان آخر غير الذي كان كصائغ الذهب عندما يكسر الذهب ويعاد تصنيعه ويصبح صيغة جديدة جميلة واحلى من الأولى ..
وتضل الامثال الشعبية ، والشعر الشعبي ، في حياة الشعوب هي نتاج تجربة إنسانية حضارية متراكمة صاغها الانســان ؛ لتعبر عن الواقع االجتماعي، ومعبرةً عن المشاعر والاحاسيس تجاه تفاصيل الحياة اليومية بكل ما تحمله من مو اقف .
اخيرا : قد يرى احد ما رأي آخر ، فربما يصل الاختلاف الى تقدير الجمال، وتأثيره ، ووسائله :
ﺳﻤﺎﺣﻪ ﻻ ﻛﺤــــﻞ ﻭﻻﺭﻭﺝ ..
ﺟﻤﻴﻠﻪ ﻭﻣﻮﻻﻧــــــﺂ ﺍﻣﺤﻠﻴﻚ ..
ﺍﻟﺰﻳﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﺪﺟﻮﺝ ..
ﻭﺯﻳﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻃﻴـــﻚ ..
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﻊ ﺫﻭﻗﻚ ﻣﺪﻣـــﻮﺝ ..
ﻭﺑﺎﻟﻌﻔﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟــــﻲ ﻛﺎﺳﻴــﻚ ..
الستم معي في هذا ؟
دمتم طيبين …