ليبيا بعد القذافي: دروس مستفادة  وتداعيات للمستقبل

ليبيا بعد القذافي: دروس مستفادة  وتداعيات للمستقبل

ملخص كتاب

Libya After Qaddafi Lessons and Implications for the Future

لخصه وترجمة (بتصرف): سالم أبوظهير

كتاب (ليبيا بعد القذافي: دروس مستفادة وتداعيات للمستقبل) صدر باللغة الأنجليزية عن قسم أبحاث الأمن القومي بمعهد RAND وهو منظمة أمريكية بحثية غير ربحية تدعم المؤسسات والشركات والحكومات، في اتخاذ قرارات للخروج من ازماتها. الكتاب من تأليف كريس شيفيس الخبير البارزفي دراسة الصراعات والانتقال السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو يشغل حاليا منصب ضابط الاستخبارات الوطنية الأمريكية لشؤون أوروبا، وساعده في تأليف هذا الكتاب جيفري مارتيني أستاذ تحليل السياسات. والمتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط. مارتيني قضى أربع سنوات في المنطقة العربية،ويتحدث ويقرأ ويكتب العربية الفصحى، كما يتحدث اللهجة العامية المغربية والمصرية.

هذا الكتاب مرجعاً لفهم التحولات التي مرت بها ليبيا بعد سقوط نظام القذافي في 2011م. حيت قدم المؤلفان في مأئة صفحة منذ مارس 2014م تاريخ نشرالكتاب، مايشبه التقريرالأستخبارتي المزود بالتحليلات المستندة إلى وقائع مباشرة عايشها المؤلفان عن قرب، وأستعرضا التحديات التي واجهت ليبيا، بعد 2011م ، وأستخلصا دروساً مهمة لما يحدث فيها، وقدما رؤى حول كيفية معالجة المشكلات التي تعاني منها، وكيف يمكن  للتدخل الدولي دعم بناء الدولة الليبية.

الكتاب دراسة معمقة لمرحلة ما بعد الصراع في ليبيا، سلط الضوء على الدروس الممكن استخلاصها من تلك التجربة المريرة، والتأكيد على ضرورة استمرارالمشاركة الدولية بعد التدخل العسكري لتجنب الفوضى وعدم الاستقرار. وقدم رؤية متكاملة حول كيفية التصدي للتحديات المماثلة في المستقبل، لا سيما فيما يتعلق بعملية إعادة بناء الدولة التي شهدت انهيار نظام إستبدادي شمولي. كما شدد المؤلفان على أهمية بناء المؤسسات السياسية والأمنية وتقديم الدعم الدولي المستمر لضمان الاستقرار ومنع حدوث فراغ أمني بعد انتهاء النظام السابق.

جاء الكتاب في ستة فصول أستهلها المؤلفان، بتغطية أحداث الثورة الليبية التي انطلقت في فبراير 2011، احتجاجاً على الاستبداد والقمع، وأبراز كيف تحولت هذه الانتفاضة إلى صراع  مسلح ضد نظام القذافي، وكيف عالج المجتمع الدولي المسألة بدعمه للثوار، بمختلف الوسائل والتي كان من أهمها التدخل العسكري لحلف الناتو. فيما يلفت الكتاب إلى أنه رغم أن ذلك التدخل كان حاسماً في الإطاحة بنظام القذافي، لكنه لم يترافق مع خطة شاملة لإدارة المرحلة التالية من الثورة.السبب الذي حول ليبيا، بعد سقوط القذافي، من حالة الاستبداد إلى حالة الفوضى. وسلط الضوء على التحديات التي واجهتها البلاد في تشكيل حكومة جديدة، بما في ذلك الصراعات القبلية والسياسية وظهور المليشيات المسلحة. وتناول كيف أن الفوضى تفاقمت نتيجة لغياب استراتيجية واضحة لإعادة بناء الدولة، مما أدى إلى استمرار الصراعات الدموية وعدم الاستقرار.

كما ناقش المؤلفان باستفاضة كيف تزايدت الفوضى بسبب غياب استراتيجية واضحة لإعادة بناء الدولة، مما أدى إلى استمرار الصراعات الدموية وعدم الاستقرار.مع أشارتهما لدور المجتمع الدولي السلبي في ليبيا بعد القذافي، وكيف أن التدخل العسكري الدولي لم يفلح في تقديم دعم مستدام لبناء الدولة الليبية. وأنتقد الكتاب بشدة هذا الدورالغائب من القوى الدولية لإعادة بناء ليبيا، وشدد على ضرورة تعاون المجتمع الدولي مع الجهات المحلية لضمان نجاح جهود بناء الدولة.

الكتاب قدم تحليلاً وافياً للأزمات السياسية التي شهدتها ليبيا بعد ثورة فبراير 2011م ، وبين كيف تسبب غياب الدعم الدولي الجاد وقصوردورالمؤسسات الحكومية المحلية في عرقلة نجاح العملية السياسية. مما نتج عنه عدم قدرة الحكومة الانتقالية على فرض سلطتها في جميع أنحاء البلاد، وأتاح للمليشيات المسلحة غير الخاضعة لسلطة الدولة أن تفرض قوتها. كما ناقش الكتاب التأثير السلبي للانقسامات السياسية بين القبائل والفصائل والجماعات المختلفة. وقدم تحليلاً للوضع الاقتصادي في ليبيا بعد الثورة، مبرزاً المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها البلاد. ومشيراً إلى تدهور البنية التحتية وفقدان الأمن وعدم الاستقرار في قطاع النفط، الذي يعد المورد الأساسي للاقتصاد الليبي. مبيناً تأثير هذه القضايا على حياة المواطنين الليبيين، وموضحا للتحديات التي تواجه بناء اقتصاد مستدام في ظل تلك الأوضاع الصعبة. كما أستعرض قضايا حقوق الإنسان والأزمات الإنسانية التي ظهرت في ليبيا بعد الثورة، مشيراً إلى الانتهاكات من قبل الأطراف المتصارعة المختلفة. مبيناً نقص وغياب الدعم الدولي الفعّال في حماية حقوق الإنسان وتخفيف الأزمات الإنسانية.

ومن بين أبرز المساهمات في الكتاب تأكيده على أهمية التخطيط الشامل لما بعد الصراعات التي حدتث في البلاد، وتركيزه على ضرورة تجنب الاعتماد الكامل على التدخلات العسكرية مع غياب استراتيجيات وخطط واضحة لبناء مؤسسات قوية. كما وضح الكتاب مدى أهمية إشراك جميع الأطراف المحلية في عمليات المصالحة وبناء الدولة. وقدم دروساً قيمة لصانعي السياسات في ليبيا  وللمجتمع الدولي حول كيفية دعم عمليات بناء الدولة الليبية التي تمر بمرحلة التحول، وبين كيفية تحقيق الاستقرار فيها.ويختتم الكتاب بتوصيات تهدف إلى تحسين استراتيجيات بناء الدولة الليبية في المستقبل، مع الدعوة إلى ضرورة تنسيق دولي أفضل وتقديم دعم موجه نحو بناء المؤسسات وتعزيز القدرات المحلية. و أهمية التركيز على الحلول السياسية والمصالحة الوطنية بدلاً من الاعتماد على التدخلات العسكرية.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :