مصابة بدوار البحر

مصابة بدوار البحر

إيمان الفالح

مصابة بدوار البحر

الماء طريقي

والريح دوران

 النسوة اللواتي

تخففن من حمالات صدورهن

حين خشين الغرق

كلهن أنا

غنيت ملء أصواتهن

لتسقط الحمالات بثقلها في الماء

أنا التي رمت يديها  شباكا خلف الريح

تصيدت الحصى والرمل

وقفت للحظة على الأرض

تحسست رغبة الثبات في قدمي

ونظرت

رأيت أسراب الغربة تسافر في عيون الطيور

أمسكت حصى العزلة بكف الريح

الريح  كفي

وكفي يا صاحبي أجنحة رمال

فلماذا تعذبني بكل هذا الدوران أيها الرب؟

علمني كيف أطير

تدور الأرض

فأصعد وأدور

كأنني قطعة فخار

بحركة او أكثر من حركة

 تحولني أصابع  خزاف

أبحث عن عروة رأسي

لا أجدها !

أنا الموثقة في الطين

أضيع بيني و بين الماء

لا أصدق كروية رأسي،

لا شكل ولا حتى حركة الأرض

دلني يا صاحبي دلني

هل أنا اسطوانة مجروحة تدور على بياض؟

 هل أنا قطعة موسيقى مفقودة؟

أم أنشودة حزينة سقطت بين أوتار عازف فأخطأ حركة تشكيليها؟

مصابة بالحيرة أيها الرب

أتقيأ الضوء الأزرق من رأسي

مصابة بدوار البحر أيتها المراكب الليلية الحزينة

أمطط الكلمات أطواقا وأطفح بين الماء و الرمل

فارفع أجنحتي أيها الرب

ودعني أشهد شهقتي وألعق وجهي  بين كفيك

لأطلق تغريدة الريح الأخيرة

 شجرة من فمي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :