كما فعل الساحرُ

كما فعل الساحرُ

عامر الطيب

كما فعل الساحرُ

مع فتاتهِ الصغيرة، رفعَ القبعة

وأخرج مفاتيحَ

لمدن تاريخٍ فحسب.

كما فعل القيصر مع راعٍ وجده

على الطريق

اشترط أن يهبه مملكةً

مقابل أن يعرف ما الذي ينقص

حياة الراعي..

كما فعل مليارات البشر مع من أحبوهم

دون أن يكونوا بحاجتهم

كما نفعل بالأيام

الزائدة في حياتنا

وأنت فحسب لأني أحبك مجدداً

 يمكنك أن تقرأ العبارة الأخيرة :

كما نفعل بالموت!

¶¶

كُلْ ثم اكتب

لئلا تغادر كلماتك

بشراهة و دون عناية،

لئلا تشعر أن الموت على مقربة

من هذا النص قبل أن تنهيه..

كُلْ في الحديقة

أو على الشرفة،

قصائد هائمة بانتظارك

كنْ أول من يقتنص

اللفتة الأشد غنى.

أحيانا ينبغي عليك أن تنحاز للجوهر وحده

أن تجد قصيدتك في يد

الذي يناولك رغيفاً،

أو في فم من تحب حتى النهاية،

أحياناً ينبغي عليك ألا تصبح شاعراً بالقدر

الذي يجعل القارئ يشعر بالجوع.

¶¶

عيناي جسران بما إني غير قادر

على أن أغض بصري

بما إني لا أملك تاريخاً حقيقياً

عن لحظة شق

الأنهار.

¶¶

أظن أن بعض الأزواج يصبحون

آلهة آخر النهار

و أود أن أجرب حظي الآن،

أعود إلى البيت

لأجد العالم جاهزاً على الطاولة

أختار الجلسة بعناية

و أتفرج على التلفزيون بسمو

وحين لا يعجبني شيء

أغادر

المكان غير مبال بما يحدثهُ ذلك من أثر..

زوجتي و طفلتاي

يؤلفون من أجلي صلاة

مَن سيكونون وحيدين دون طائل..

هذه المرة

أعرف أنها ملهاة من يحلم

بأن يحرس مكاناً

لمن سيحبه

بما أن العالم مليء بالأزواج.

¶¶

أكثر رفاقي

كرهاً للأسنان

صاروا أطباء أسنان، أشدهم شغفاً

بالبقاء على الرمل

ذهبوا إلى الحرب،

أقلهم خوفاً من الآلهة

أتيح لهم أن يكونوا فنانين،

أسوأهم حظاً

هم الذين صار بوسعهم تأليف كتب الشعر

بعجلة غير مبررة،

أحب رفاقي لأنفسهم

هم صيادو اليوم

الذين أجادل كفايتهم بالجدية

في الشواطئ

 بدلا من التسلية مع مصائر السمك.

¶¶

شيء بدأ يتشكل خلال أربع وعشرين ساعة

ومن المتوقع

أنه سيدوم لأيام

وبقدر ما أهزأ منه فإنه يهزأ مني..

جذر بعيد

مثل الموت الذي ينتظرني

ففي الجلد الأكثر رقة

تستوطن جراح مجهولة إلى الأبد.

¶¶

قل لي أحبك

بالنبرة الأشد سخرية

لأني أعلم أنك جدية البشر

تفقد الكلمات التماعها

الأزلي..

من أجل عالم الغد

لا اليوم

يتوجب ألا نلعب بجدية مع شموس أيلول

 فنعود إلى بيوتنا

المعتمة

أشبه بالمخدوعين.

¶¶

الهيئة التي يشرح بها

الميت لأهله أنه ميت

آسرة و حادة.

هذا ما ينبغي للشعر أن يتدبره

فمن غير الممكن

أن نكتب شعرا لائقا عن الموت

دون أن نغدو أولئك الشعراء الموتى

منذ الأزل.

¶¶

أردت أن أتغلب

على من أحبني

فأحببته أقل،

أردت أن أنصفه فسافرتُ

حيث لا يعلم أحد

إن كنت في بغداد أو في بلاد فارس..

أردت أن أموت بكامل

حيويتي

فأبقيت جسدي في الماء لساعات،

فلدينا أسبابنا كي لا نغرم بالأسماك التي

لا يمكنها أن تطفو.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :