بابكر الوسيلة
وأقول ُ لا
بدءاً وعاصفةً ووصفاً وانتهاء..
وأقول لا
هي حِرفتي، حَرفي الأليفُ
على سُطُورِ ما خطَّت بلادي بالدِّماء..
وأقول لا
طيني الَّذي وبهِ خُلِقتُ
لكي أكونَ كما أَشاء.
وأقولُ لا
حرِّيتي في الضِّدِّ
في الأبديَّة الَّتي لا تنتهي إلَّا
بلا
وأقول لا
حرفانِ منشبكانِ في جسدي
ومنسكبانِ في معنايَ حتَّى الابتلاء
وأقولُ لا
لا للوُقُوفِ على ضفاف النِّيلِ
دون حبيبةٍ ترعى خيال الاعتلاء.
لا للحبيبةِ تنتهي في الموج
دون الامتلاء.
لا للسَّماءِ تجيئُ دون قصيدةٍ
حتَّى ولو جلستْ تُغنِّي في الخيال على رمال الخُيَلاء
لا للمكانِ يخوضُ ذاكرةً على الأيَّام حُبلى
ثم ينسى كربلاء..
لا للزَّمان يُخيطُ حكمتَهُ على روح البدائيِّين،
كيف يعيش عُزلتَه على هذا الخلاء
وأقولُ لا
حتَّى ولو نزفتْ حياتي
بين مقصلةٍ ومقصلةٍ دمَ الشُّهداء،
لو عزفتْ على لحمي نشيدَ الاصطلاء.
وأقولُ لا
هي لا ولاءَ النَّافية
هي لا ولا النَّاهية
ويقولُها جسدي بكلِّ ألسنة النُّهى والعافية
هي لا
لأنَّ مثلي لا يقولَ سوى حقيقةِ
ما يقولُ الكبرياء..
لا مِراء ولا رِياء..
هي آخِرُ الأنفاسِ في الأشلاء
هي لا حبيبي
وصليبي في عناق الأصدقاء.
وأقولُ لا
لأنِّي ضدُّ تحنيطِ الضِّفاف على المراكبِ
ضدُّ ترميز الفراشةِ في حقول الشِّعرِ
ضدُّ امتصاصٍ قبيلتي لدمي
ضدُّ انتشارِ بُذور أسماءِ الخرافة
ضدُّ احتكارِ الله باسمِ المُظلمين
وضدُّ أنسنةِ الحروبِ على لسان الظَّالمين.
وأقولُ لا
هي ما يقولُ الفارسُ البدويُّ في الصَّحراء
حين يرى البحيرةَ سيفَ قاتلهِ
هي ما يقولُ العاشقُ المجنونُ عند لقائه لعشيقه في دمع لحظاتِ الحقيقة..
ما يلمسُ الشُّعراءُ من ألحانهم
ما يملك الفقراءُ من خبزُ الكرامة
إنَّني جنديُّ معركتي
وفمي على امتدادِ الأرضِ فُوَّهةٌ لبركانِ الخيام.
الصَّمتُ، لا
الخوفُ، لا
الحربُ، لا
القحطَ، لا
هيَ لا كثيراتٌ ولا
لا خيرَ فينا، في المدى
إنْ لم نقُلْها
رغمَ تَردادِ الرَّدى
فهي خيرُ رَدِّ الصَّوتِ في الدُّنيا
وخيرُ ما قال الصَّدى.
وأقولُ لا
أقولُ لا
أقولُ لا