- مالك المانع
تقترب الانتخابات الأمريكية من جولة جديدة، تشهد تنافساً بين شخصيات بارزة على الساحة السياسية، من بينها الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس. ومع تصاعد التوترات السياسية العالمية، بما في ذلك الأزمة الليبية، يحتل هذا الملف موقعاً مهماً في سياسات المرشحين.
[نقاط القوة لدى دونالد ترامب]
يتمتع ترامب بخبرة سياسية واسعة نتيجة فترته السابقة كرئيس للولايات المتحدة. وقد بنى قاعدته الانتخابية على شعبيته الكبيرة بين المحافظين واليمين الأمريكي، حيث يُعرف بتوجهه القومي ومواقفه المتشددة تجاه الهجرة والأمن القومي. قدرته على تحفيز هذه القاعدة تظل واحدة من أقوى أسلحته السياسية. كما أن خبرته في التعامل مع الملفات الاقتصادية ومواقفه الحازمة بشأن تخفيض الضرائب والدعم القوي للشركات عززت من شعبيته لدى طبقة رجال الأعمال.
إضافة إلى ذلك، يعتمد ترامب على خطابه القوي والمباشر الذي يجذب انتباه وسائل الإعلام وجماهيره على حد سواء. قد تكون شخصيته الجريئة والمتمردة عاملاً رئيسياً في كسب تأييد الناخبين الذين يسعون إلى تغيير جذري أو من يرفضون السياسة التقليدية.
[نقاط الضعف لدى ترامب]
على الجانب الآخر، تُعد سياسات ترامب تجاه العلاقات الخارجية أحد أبرز نقاط الضعف، فإن الرجل علاقته المضطربة مع الحلفاء الدوليين، وقراراته الأحادية مثل الانسحاب من الاتفاقات الدولية التي أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات من الدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب على حد سواء، كما أن سياساته الاقتصادية أثارت أيضاً قلقاً واسعاً لدى البعض بشأن الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع الأمريكي.
إضافة إلى ذلك، تورط ترامب في عدد من القضايا القانونية، بما في ذلك التحقيقات حول سجلاته المالية، مما قد يضعف موقفه الانتخابي.
[نقاط القوة لدى كامالا هاريس]
كامالا هاريس تدخل السباق الانتخابي وهي تحمل صفات متعددة تجعلها مرشحة قوية.
أولاً – كونها أول امرأة سوداء من أصول آسيوية تتولى منصب نائب الرئيس يُعطيها مكانة تاريخية مهمة، ويجعلها رمزاً للتنوع والتمثيل العادل، إضافة إلى ذلك، لديها خلفية قوية في النظام القضائي حيث شغلت مناصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مما يمنحها خبرة كبيرة في القضايا القانونية والعدالة الجنائية.
هاريس تمتاز أيضاً بقدرتها على التحدث بشكل فعال إلى قاعدة واسعة من الناخبين ، بما في ذلك الأقليات و النساء والشباب كونها سيدة و تمثل العرق الأسود، كما أن قدرتها على التواصل بفعالية مع الجماهير، إلى جانب أسلوبها الدبلوماسي الذي يعزز من شعبيتها لدى الطبقة الوسطى والليبراليين.
[نقاط الضعف لدى هاريس ]
رغم قوتها السياسية، تواجه هاريس تحديات كبيرة. فبعض المنتقدين يرون أنها لم تُبرز بصورة واضحة رؤية شاملة للسياسة الخارجية والداخلية تجعلها منافسًا قويًا لترامب. كما أن سجلها كمدعية عامة تعرض لانتقادات من بعض الليبراليين الذين يرون أنها كانت متشددة للغاية في قضايا العدالة الجنائية.
علاوة على ذلك، قد تكون شخصية هاريس الهادئة بالمقارنة مع أسلوب ترامب الصاخب عقبة أمام قدرتها على إثارة الحماس بين الناخبين، إذ يحتاج الناخب الأمريكي في هذا السياق إلى مرشح يعكس قوةً وحزماً في مواجهة التحديات.
[سياسة ترامب تجاه ليبيا]
أثناء فترته في الرئاسة كان تعامل ترامب مع الملف الليبي معقدًا وغير منتظم. بينما أبدى اهتمامًا محدودًا بالتدخل المباشر في النزاع الليبي.. و لكنه أظهر في بعض الأحيان دعماً و ميولاً لأطراف معينة بشكل غير مباشر،.. مثل تأييده الضمني للمشير خليفة حفتر من خلال تواصله معه بشكل مباشر ، هذه السياسة أغضبت العديد من الشخصيات داخل ليبيا وكذلك الحلفاء الأوروبيون .. الذين كانوا يسعون إلى تسوية دبلوماسية شاملة في ليبيا.. كما أن سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط بشكل عام اعتمدت على تقليل التدخلات الأمريكية العسكرية، مما جعل موقفه من ليبيا متذبذبًا وغير واضح في كثير من الأحيان.
[سياسة هاريس تجاه ليبيا]
كامالا هاريس بصفتها نائب الرئيس الحالي ، تتبنى نهجًا أكثر دبلوماسية في التعامل مع ليبيا، مع التركيز على دعم الحلول الدبلوماسية والعملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة ، من المرجح أن تسعى هاريس إلى تحسين العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين وتقديم دعم أكبر لجهود المصالحة بين الأطراف الليبية المتنازعة، كما يُتوقع أن تتبنى هاريس موقفًا أكثر تحفظًا تجاه التدخل العسكري المباشر في الشأن الليبي، مع التركيز على تقديم الدعم الإنساني والمساعدة في إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية.
الخلاصة:
في النهاية، تقدم الانتخابات الأمريكية المقبلة خيا واضحًا بين مرشحين مختلفين تمامًا من حيث الأسلوب والسياسات. ترامب بخبرته السابقة كرئيس وخطابه الشعبوي و جماهيريته الجارفة يسعى لاستعادة البيت الأبيض بتوجهات قومية واقتصادية صارمة.
بينما تقدم هاريس وجهًا دبلوماسيًا جديدًا يعتمد على التنوع والتعاون الدولي، وفيما يتعلق بليبيا يبدو أن ترامب يميل إلى التركيز على تقليل التدخل الأمريكي، في حين أن هاريس تفضل الحلول الدبلوماسية المدعومة دوليًا.