عن أمريكا وانتخاباتها

عن أمريكا وانتخاباتها

محمود السوكني

تتجه أنظار العالم غداً صوب الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة يوم الحسم لإنتخاباتها الرئاسية ، حيث يحتدم الصراع على الظفر بالمكتب البيضاوي لأربع سنوات قادمة بين الحزبين العتيقين ، الجمهوري والديمقراطي ، وكلاهما وجهان لعملة واحدة مهما إختلفت مواقفهما ، وتباينت أقوال رموزهما ، فالسياسة الأمريكية واحدة ، لا تختلف إلا في رتوشها ، وأصباغها ، والديكورات المصاحبة لأفعالها . الكل يعلم أن ساسة أمريكا يحكم وجودهم السياسي ، ويحدد عمرهم الوظيفي ، بمدى إرتباطهم وإخلاصهم وتعاطفهم مع الكيان الصهيوني ، ومن يفكر مجرد التفكير في الإنحراف عن ذلك ينتهي به المقام إلى قاع السرداب ، وظلام النسيان  ، هذا إن لم يلحقه الأذى ، أو يحكم عليه بالفناء .

ولعل أصدق ماقيل عن الإنتخابات الأمريكية ما جاء على لسان الزعيم الكوبي “فيدل كاسترو” ، الذي سئل أثناء إنتخابات سنة 1960 التي جرت بين المرشحين كينيدي ونيكسون مرشحي الحزبين ، فأجاب بمنتهى الثقة :

(لا يمكن المقارنة بين فردتي  حذاء يرتديهما نفس الشخص، أمريكا لا يحكمها إلا حزب واحد هو الحزب الصهيوني وله جناحان :

فالجناح الجمهوري يمثل القوة الصهيونية المتشددة والجناح الديمقراطي يمثل القوة الناعمة الصهيونية.

لا يوجد فرق في الأهداف والإستراتيجيات. أما الوسائل والأدوات فهي تختلف قليلاً لتمنح كل رئيس نوعاً من الخصوصية ومساحة للحركة.) !

هذا القول الدقيق ، والتحليل العميق لسياسي عاش تجربة طويلة في مواجهة جاره اللدود الذي حاربه سياسياً وإقتصادياً ، وأحكم عليه حصاراً منذ عام 1958 حتى الٱن ، لم تتغير خلاله نبرته العدائية ولا خفت حدتها ، بل كادت أن تشعل حرباً كونية مدمرة عام 1962 عندما طفت على السطح أزمة الصواريخ التي كان الإتحاد السوڤيتي أنذاك هو اللاعب الأساسي في مجرياتها .

غداً الثلاثاء الخامس من نوفمبر سيتحدد فيه من من سيكون سيد البيت الأبيض لسنوات أربع قادمة ، هل سيكون ترامب والعودة إلى نزقه ومواقفه الهستيرية وأقواله اللا معقولة ؟ أم تصوت أمريكا للمرة الأولى ،  لسيدة سوداء من أصول هندية جاءت بها الصدفة لتجرب حظها في إدارة القطب الأوحد ؟!

أعود فأقول ، أنهما وجهان لعملة واحدة ، قد يختلفا في طريقة تعاملاتهم ، لكنهما لن يحيدا قيد أنملة عن طاعة نجمة داوود والإمتثال لأوامرها .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :