محمد بوستة انموذجا /عبدالرسول محمد
لكي يضفي الشاعر بعض من الحيوية والحركة في النص الشعري وكسر حاجز الملل كما النحات الاغريقي في العصور الكلاسيكية بعد ان امتازت تماثيل العصور السابقة للعصر الكلاسيكي بالجمود والسكون كما في النحت المصري القديم كما الحركة في فن الرسم وهي تعني مرور الوقت سواء كان فعليا أو وهما، لذلك يعتبر الوقت والحركة عناصر أساسية في الفن بالرغم من أننا قد لا نكون على علم بهما.
قد يشمل العمل الفني الحركة الفعلية، أي أن العمل الفني نفسه يتحرك بطريقة ما، أو أنه يتضمن وهم الحركة. كذلك النصوص الشعرية هناك نص استاتيكي ثابت وله خواص شكلية محددة ايقاع ووزن وشخصيات اما النص الديناميكي هو النص المشبع بالحركة والنص الذي ينساق وراء التأويل أو يوضع تحت المنضور التفكيكي وهنا سوف نتحدث عن النقل والحركة في النص الشعري للشاعر محمد بوستة وعندما يستعمل الشاعر الضمير بنهج تبادلي والضمير يعطي دلالة الغياب مما يدفع المستمع إلى البحث عن ما ورائيات النص ويدخل إلى متاهة التأويل محاولا فهم ماهو غائب في معنى النص وهذا يزيد من القيمة الشعرية وتتنوع صيغ الضمائر؛ فمنها ما هو (متکلم، ومنها ما هو مخاطب، ومنها ما هو غائب)، وأيضا منها ما يشير إلى (الإفراد، أو إلى التثنية، أو إلى الجمع)، ومنها ما هو (متصل، أو منفصل).
وهنا تکمن براعة الشاعر وإبداعه في حسن توظيف الضمائر بحسب الدلالة المراد التعبير عنها في جوهر المعنى العام المراد لنصه الشعري مما يلفت انتباه المتلقي ويجذبه إليه. وهنا يمزج الشاعر بين الضمير الغائب وضمير المخاطب بصيغة مبهمة نوعا ما من خلال الصورة الشعرية للبيت الأول من القصيدة والبيت الثاني وهنا عندما اقول البيت الأول اقصد بيه المفتاح الاولى إلى حين انتهاء القدعة وهو ما يسمى بالبيت الشعري في الشعر الشعبي أسئلة أخرى
ما هي الصور الشعرية في القصيدة؟
الصور البلاغية الشعرية هي شكل من أشكال الصور البلاغية الأدبية المستخدمة في الشعر. وتنظم القصائد بالاستعانة بصور بلاغية شعرية مركبة من: عناصر تركيبية ونحوية وإيقاعية ومتوازنة ولفظية ومرئية. وهي تعد أدوات أساسية يستخدمها الشاعر لخلق إيقاع أو تعزيز معنى القصيدة أو التركيز في وصف الجو العام للقصيدة أو الحالة الشعورية لها. ويمكن تحليلها من خلال بيان عناصرها(المستعار-المستعار منه)
(نوع الاستعارة -بيان و ظيفتها) و الصورة الشعرّية على ثلاثة أنواع هي:
الصورة الشعرّية المفردة: يكتفي الشاعر فيها بتصوير التشابه الظاهر والحقيقي بين الأشياء، ولا يستخدم المعنى النفسي.
الصورة الشعرّية المركبة: يجمع فيها بين ما تراه عينه، وما تشعر به نفسه وعاطفته.
الصورة الشعرية الكلية تكتمل في هذه الصورة المعاني التجسيدّية، والنفسّية، والتعبيرّية للتعبير عن التجربة.
كما نظم الشاعر القدعة الأولى من سيلن يامعابي.. كان مغير ترجن في جوابي غزل الدي ماني فيه غابي .. من يالاه تصدير النوايا
كان الطمت ما تقعد مصابي.. عصر وريح هبت للروايا
للمصدار تزاين اتزابي… نين اهلبت مطلاق الشلايا
يوم الغب تصبح في مجابي…فيهن صاف نوار اللوايا
صيفت عقل صاير نين هابي.. من تهليب السيات الدمايا
لن افسح المجال لنفسي لتاويل النص الشعري أو للقدعة الأولى لأنه ليس هو المغزى وراء كتابة هذه المقالة بل المراد منه تبيان البراعة الشعرية لدى الشاعر وهذا ما سوف يتبين في النص الثاني أو القدعة الثانية
سيلن يا امواقي
زاعب دمع كي نقط البراقي
اللي ماالارض في النازل يلاقي
نين اقعدت كي لون المرايا
واللي هذا فازع يا نياقي
جلو كيف تجلاي الرعايا
لاجل السيل ماله شي امتاقي
وين ايزم ويروح هتايا
ونا من العيب ما نزمط ارياقي
عرض وطول واخذ في غاية
سيلن يا ملايا
لكن مدات تكمن في سوايا
ترجن فيش
حيث امتاز الشاعر محمد بوستة في هذا الصور الشعرية بالحركة الابداعية التي تعكس براعته في البناء الفني للصورة الشعرية وسيطرته على لغته الشعرية وقيمتها المعرفية. وبهذا فان البناء المعرفي والفني عنده يعتمد على إنتاج الصورة الكلية باستخدام اساليب متعددة من بينها حشد الصور البسيطة و المفردة الجميلة والتداعي والتوليد والخلفية التراثية