منحة ” الإيفاء” انتظار طويل و حلول غائبة
تقرير : زهاية عبدالسلام
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، تعاني بعض السيدات من تداعيات تأخر صرف منحة إيفاء، التي تُعتبر ملاذًا مؤقتًا في أوقات الأزمات المالية ، و مصدر دخل إضافي للعديد من الليبيات ، ومع غياب التوضيحات الرسمية بشأن موعد صرف المنحة، تتزايد شكاوى المستفيدين، الذين يصفون آثار هذا التأخر على حياتهم اليومية.
تقول ” بية سالم ” : “لم تكن بطاقة إيفاء مصدر دخل أساسي بالنسبة لي، ولم أكن أعتمد عليها بشكل كامل. ومع ذلك، لا يمكنني إنكار أن شحن البطاقة كان يأتي في أوقات كنت أواجه فيها أزمات مالية. ورغم أن القيمة كانت بسيطة جدًا، إلا أنها ساعدتني في تغطية بعض احتياجاتي الضرورية.”
و ” تضيف فاطمة سعود: “أحاول تدبير أموري من خلال تقليل النفقات إلى أقصى حد ممكن، والتركيز فقط على الأساسيات. أحيانًا أضطر إلى الاستعانة بالأصدقاء أو العائلة لتغطية الاحتياجات المؤقتة، كما أحاول تأجيل أي التزامات مالية إلى حين وصول المنحة.
تأخر المنحة أثر بشكل كبير على حياتي اليومية، إذ أصبحت أعيش في قلق دائم حول كيفية تغطية المصاريف الأساسية. كما اضطررت للتخلي عن خطط مهمة، مثل شراء مستلزمات دراسية أو المشاركة في دورات تدريبية.”
بينما ترى ” حليمة أحمد: “بطاقة إيفاء ليست دخلًا أساسيًا بالنسبة لي. فالقيمة المالية (100 دينار) غير كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية. ومع ذلك، عندما يتم شحن البطاقة، أبدأ في تحديد الأولويات بناءً على احتياجاتي الموسمية.
بالنسبة لتأخر الشحن، لم يؤثر عليّ كثيرًا لأنني لم أضعها ضمن دخلي الأساسي، خاصة أن البطاقة تُشحن مرة واحدة كل ستة أشهر. ومع ذلك، عندما يتم شحنها، أستفيد منها لتغطية احتياجات محددة.”
و توضح ” مريم محمد: “كانت منحة إيفاء تُصرف بشكل منتظم كل ثلاثة أشهر، وأصبحت جزءًا أساسيًا من حياتي. لدرجة أنني كنت أرتب التزاماتي المالية وأخطط بناءً عليها.
لكن تأخر صرف المنحة أثر عليّ بشكل كبير؛ فقد تراكمت عليّ الديون بسبب اعتمادي على هذه المنحة لتغطية احتياجاتي. حتى إذا تم صرف المنحة الآن، فإنها لن تكفي لتسديد الديون المتراكمة.”
تقول ” مريم عبدالله “في البداية، كانت بطاقة إيفاء تُصرف بانتظام كل ثلاثة أشهر، ورغم أن المبلغ لم يكن كبيرًا، إلا أنه كان يغطي جزءًا من احتياجاتي.
ما يميز البطاقة أنها تُصرف غالبًا في مناسبات مثل شهر رمضان أو الأعياد، مما يجعل الاستفادة منها أكبر.
مع مرور الوقت، اعتدت على انتظام صرفها، مما دفعني لاستدانة مبلغ مالي بناءً عليها، ولكن عندما تأخر نزولها لأكثر من ستة أشهر، وجدت نفسي في مأزق دون مصدر دخل آخر لتسديد المبلغ، ولم أعد أعرف كيف أتصرف.”
تضيف ” بشري علي “في الواقع، بطاقة إيفاء تُصرف غالبًا في المناسبات، أما في الأيام العادية، فلا يكون لها تأثير كبير، لأن رب الأسرة هو من يتحمل المصاريف.
لكن عند حلول شهر رمضان أو العيد، تكون البطاقة دعمًا كبيرًا، إذ تخفف العبء عن الأسرة. وإن لم تُصرف في موعدها، نتمنى أن يتم ذلك، لأنها تساعد في تغطية بعض الاحتياجات الضرورية.”
ترى ” ريم محمد “بالنسبة لي، تأخر بطاقة إيفاء لا يشكل أزمة كبيرة، فأنا لا أعتمد عليها بشكل كامل، إذ يمكنني اللجوء إلى عائلتي عند الحاجة. لكن في حال صرفها، فإنها تساعدني في تغطية بعض التزاماتي الشخصية دون الحاجة إلى طلب المساعدة باستمرار. صحيح أن غيابها يؤثر، لكنه ليس تأثيرًا جوهريًا.
و في هذا الصدد تواصلنا مع مكتب الشؤون الاجتماعية سبها ، و صرّح لصحيفة “فسانيا” أن صرف منحة الزوجة والأبناء هو من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية، وأن فروع الوزارة لا تمتلك سلطة التدخل في هذا الأمر. وأكد أن هذه المنحة تُدار من قِبل قسم الزوجة والأبناء في الوزارة مباشرة.
وأضاف: “هناك لجنة مختصة تم تشكيلها بالتنسيق مع مجلس الوزراء للإشراف على برنامج منحة الأبناء. أما فيما يتعلق بتأخر صرف المنحة، فقد أفادت الحكومة بأنها تواجه عجزًا ماليًا يمنعها من تغطية منحة الزوجة والأبناء، سواء في الربع الأخير من هذه السنة أو الأشهر الستة السابقة. ويُشاع أن صرف المنحة قد يتم مع حلول شهر رمضان، لكن لا توجد تأكيدات رسمية بهذا الخصوص.”
ختاماً : تُعد بطاقة إيفاء مصدر دعم مهمٍ للمستفيدين، خاصة في المناسبات، حيث تساعدهم في تغطية احتياجاتهم وتخفيف الأعباء المالية. ومع ذلك، فإن تأخر صرفها قد يؤدي إلى صعوبات مالية لدى بعضهم، خاصة من يعتمدون عليها بشكل رئيسي في تسيير أمورهم.