عادل الجريدي
1- موت مقصود
المرأة التي تجمّلت بابتسامة خفيفة رغم الحزن البادي على وجهها انزوت في آخر المقهى وانغمست في قراءة رائعة باولو كويلو ” فيرونيك تقرّر أن تموت ” وحالما سمعت صوت مقدّم الأخبار وهو يذكّر بتاريخ نشرة اليوم انتابها هلع غريب و من شدّة الارتباك اندلقت القهوة على ثيابها .
في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة وبسبب حالة يأس فظيع وضعت حدا لغربتها بأن ألقت بجثتها من أعلى الجسر .
2- المائدة
كنّا إذا اجتمعنا حول مائدة الطعام تشتعل بيننا حرب ضروس ، نتزاحم في فرح طفولي وإن اشتدّ قتال الملاعق في قاع الإناء نضحك بشراهة فنشبع و منذ أن غيّرنا المائدة بأخرى فاخرة و توزّعنا على أطباق ممتلئة بالأكل فقدنا الإحساس بالشبع .
3- فيس بوك
على الرّغم من إصرارها على إشاعة ابتسامة مكابرة بين الحضور إلا أنّها بدت مثل ذبيحة تساق إلى المحرقة ، فبعد أن عاشت معه أجمل أيّام الهروب خانها مع زوجته ومات على سريرها لكنه و قبل أن يوارى جثمانه التراب نهض باكرا ليكتب لها على صفحته ككل يوم تدوينة عاشقة .
4- بيت بارد
كل مساء كان يلقي بجثته على أريكة في قاعة الجلوس يتوسّد عزلته و ينام ، غير أن ضحكاته المتسلّلة من شقة جارتهم أربكت طمأنينة زوجته المتغطرسة و أرّقت مضجعها . هو لم يغادر مخدعه طوال الليل فقط كان يضع يديه بين فخذيه كلما أحسّ بالبرد فيأخذه الحلم إلى حضنها الدافئ .
-5شهرزاد
مازالت كلّما طوّقها شهريار بفخامة ليله تجتهد في إغرائه بدلالها الأنثوي وتقشّر أمامه فاكهة جسدها فتنة تلو الأخرى، لكنه و للأسف سرعان ما كان يخطفه النّعاس وينام قبل أن يتذوّقها .أما السيّاف الذي أسرف في عشقها حدّ الثمالة فقد انهار باكيا تحسرا على فقدان خصيتيه .














