بقلم الصحفي :: عبدالكريم الرقيعي
في بلدي لاتختلف ميليشيا الجوع عن ميليشيا حرب السلاح فالكل يمارس القتل على طريقته وإن اختلفت الظروف والأسباب فالمهمة في الحالتين لاتخرج عن القتل ، فالمتجول في شوارع المدينة من الوهلة الأولى يصافحه ويرحب به شبخ الفقر والجوع اللعين وهو يدق بلا هوادة ولارحمة أبوابها وأبواب بيوت الفقراء فيها ، فالجوع والحاجة والفاقة تراه يلامس تلك الوجوه البائسة فترسم بدقة متناهية تفاصيل الملامح الصفراء الباهتة ، أناس تزدحم بهم شوارع المدينة فمن كان منهم بلا موعد مع رصاصة طائشة أو في أعداد قوائم الخطف اليومية أوقديفة عابثة فهو ضحية لشبح الموت القاتل وإن كان موته بالتقسيط المريح !
أنه شبح لعين قادر على استنزاف الضحية حتى الموت جوعاً ، في بلد أصبح الوضع فيه مأساوياً بك ما تعني الكلمة ومرعباً على كل الأصعدة ،فالمتاجرة بحياة الناس في بلد النفط والغاز والموارد الطبيعة و القلة الملحوظة في تعداد السكان مقارنة بدول الجوار إنه واقع اًلايخضع إلى القانون ولا لضميربشر ولاحتى منطق أوعقل ، مما جعل من ذلك الغلاء الوحش الكاسر الذي دفع بالأغلبية لمراحل متقدمة من الجوع القهري المدبر وعن قصد ، حيث لا-أحد يمكنه نكران بأن العامل السياسي هو من ورائه قبل أن يكون السبب اقتصاديا ، فانتشار الغلاء الذي تحول لوحش قاهر سببه ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار الليبي في السوق الموازية الذي تعدى كل المتعارف عليه مع شح ظاهر في السيولة ، وهذا ما جعل من التاجريتحول إلى تاجر حرب مستغلاً ومحتكراً ومرابياً وصل شجعه للدواء والغداء وحليب الأطفال مستغلا الواقع الأمني ومتجاهلاً الواعز الديني والأخلاقي ومستغل غياب الوعي المجتمعي ومؤوسسات المجتمع المدني التي منها حماية المستهلك الموجودة اسماً فق وعدم القدرة الفعلية للمواطن على مقاطعة تلك السلع التي تدخل السوق بلا رقيب أو حسيب ولاتخضع للمعايير المتبعة ،فمن ينقد الفقراء من هؤلاء ؟!!