فسانيا: عقد ونصف من الصمود والكلمة الحرة

فسانيا: عقد ونصف من الصمود والكلمة الحرة

المستشار عقيلة : فسانيا كانت ولا تزال ركيزة للوعي ومساحة لحماية الحقيقة في الجنوب

صلاح إبراهيم: خمسة عشر عامًا تثبت أن فسانيا أكبر من الظروف،  إنها مشروع صمود لا ينكسر.

بيه خويطر : فسانيا كانت المنعطف الذي أعاد لي روحي وعلمتني أن الكلمة لا تُقهر

المحجوب : لم تسقط فسانيا كما تمنى لها البعض، بل صارت نخلة شامخة

منذ أن انطلقت في نوفمبر 2011 وسط العتمة والاضطراب، لم تكن مجرد صحيفة، بل كانت وعداً بأن الجنوب يستطيع أن يكتب، ويوثق، ويرفع صوته مهما ضاق الفضاء. أربعة عشر عاماً كانت فيها فسانيا بيتاً للصحفيين، مدرسة للمواهب، ومنبراً للأفكار التي لم تجد منبراً آخر.

كتبت الحقيقة في زمن كان الخوف عنواناً، وصمدت حين توقفت صحف كثيرة، واستمرت دون انقطاع في أصعب بقاع الوطن وأكثرها تعقيداً.

على مدى هذه السنوات، واجهت فسانيا أصعب الظروف الأمنية في سبها، حيث تعرض صحفيوها للتهديد، بل وحتى للتعذيب والقتل، وفقدت المؤسسة اثنين من جنودها المخلصين، الصحفيين موسى عبدالكريم وعبدالله عمر. كما تعرضت للنّهب، والسرقة، والتخريب أكثر من مرة، ووصل الأمر إلى إجبارها على إخلاء مقرها. ومع كل ذلك، بقيت صامدة، مؤمنة بقوة أقلامها، وبأن الكلمة الصادقة قادرة على الوقوف أمام كل الظروف.

بحبر قاوم الغياب، وبفريق صغير العدد كبير القيمة، وبقيادة صدّت العواصف وحمت المشروع، حافظت فسانيا على رسالتها، الكلمة الحرة، والإنسان أولاً.

في عيدها الخامس عشر، لا نحتفي بالرقم بقدر ما نحتفي بالذين صنعوه ، هنا شهادات إعلاميين وكُتّاب عاشوا داخل هذا البيت، وتركوا فيه بصمة لا تمحى، جميعهم التقوا على حقيقة واحدة، أن فسانيا لم تكن صحيفة عابرة، بل كانت هوية، ورفيقة، وذاكرة لا تهرم.

عقيلة المحجوب المستشار القانوني ومشرف الصفحة القانونية  تحدث عن تجربته في فسانيا، وأوضح أن وجوده في أروقة الصحيفة منحه فرصة حقيقية لتطوير مهاراته وصقل خبراته، مؤكداً أنه كتب أسبوعياً لأكثر من 313 عدداً، وأن كل خطوة كانت درساً جديداً في الصحافة من التغطيات اليومية إلى التحقيقات العميقة وصولاً إلى إدارة الملف الثقافي الذي احتضن إبداع القراء والمثقفين.

 وأضاف أن الصحيفة واجهت أصعب الظروف الأمنية في سبها وأن الصحفيين تعرضوا للتهديد والتعذيب وحتى القتل، وأن فسانيا فقدت أعزاء غدر بهم القتلة.

 وأضاف أن الصحيفة واجهت النهب والسرقة والتخريب أكثر من مرة حتى اضطر الفريق لإخلاء المقر، لكنها بقيت صامدة مؤمنة بقوة أقلامها، وأن الكلمة الصادقة كانت أقوى من كل الظروف

 وأكد المحجوب أن البيت الفساني كان بحاجة إلى كلمات تليق به في زمن دعم الجهل والتخلف

 ونوه إلى أن جهود الزميلة سليمة بن نزهة رفقة فريق صغير العدد لكنه كبير القيمة.

مشيراً إلى أن كل كبوة لم تسقط الصحيفة كما تمنى لها البعض، بل صارت نخلة شامخة كلما رُميت بالطوب جادت بأفضل أنواع التمور.

وأشار إلى أن الصمود جاء وسط محاصرة مستمرة وغياب أي دعم جنوبي.

وقال أن الاعتذار الكبير موجّه لكل الزملاء الذين قصرت في حقهم والمحبة لكل الذين أحبهم.  وقال كلما كتبت عنها أخاف أن أقع في دائرة التقصير وأنا المحاصر بالفوضى والأماني الميتة في رؤية هذا الوطن الكسيح يمشي على رجليه لكن هناك اعتذار كبير لكل الزملاء الذين قصرت في حقهم والمحبة لكل الذين أحببتهم وأحبوني من زملاء وقراء أكن لهم ما يفوق وزن جسدي وروحي المسافرة في فيافي القهر ودًا ومحبة بحجم الكرة الأرضية وأكثر.

وأضاف عقيلة محجوب أن تجربة فسانيا كانت مدرسة حقيقية للصحافة وأن الصحافة ليست مجرد كلمات على صفحات بل رسالة وصمود وأن الأقلام الصادقة قادرة على مواجهة كل الظروف مهما عظمت.

عثمان البوسيفي كاتب عمود صحفي عبّر عن اعتزازه بالعمل في فسانيا قائلاً : البيت الفساني الجميل يحتاج مفردات تليق بالبيت العامر بالكلم في زمن دعم الجهل والتخلف في شوارع التراب  .

شهادتي في الجميلة فسانيا اراها غير منصفة لجهود كبيرة تقودها الزميلة سليمة رفقة فريق صغير في العدد لكنه كبير في القيمة تحمل سنوات  عجاف لم تنال فيه الصحيفة الفزانية حقها وظلت على الدوام  تكافح من أجل الاستمرار ومع كل كبوة لم تسقط كما تمنى لها البعض بل صارت نخلة شامخة  كلما رميت بالطوب جادت بأفضل انواع التمور  .

وعلى الرغم من المحاصرة المستمرة وغياب أي دعم جنوبي لها ممن تقلد مناصب السلطة ومع ذلك  ظلت وحيدة تزهر كل يوم أثنين كالشمس تشرق من سبها عروس الجنوب الغالي

كلما كتبت عنها أخاف أن اقع في دائرة التقصير وأنا المحاصر بالفوضى والأماني الميتة في رؤية هذا الوطن الكسيح يمشي على رجليه .

اعتذار كبير تقوده السحب وتحرسه المسافات لكل الزملاء الذين قصرت في حقهم وفي الكتابة عن صمودهم الاسطوري في رحلة مهما كتبت عنها أظل عاجز وغير قادر على انصافهم وهم يتسلحون بالأمل في بيئة تجاربهم كل يوم .

بلاضفاف المحبة للذين أحببتهم واحبوني من زملاء وقراء اكن لهم ما يفوق وزن جسدي النحيل وروحي المسافرة  في فيافي القهر ود ومحبة بحجم الكرة الأرضية وأكثر ..

في الختام المناسبة أكبر من كل الكلام  ..

أسامة الوافي صحفي سابق بفسانيا تحدث عن رحلته المهنية قائلا  إن تجربته كانت محطة مهمة لصقل مهاراته وتوسيع آفاقه وأن التجربة كانت مساحة حقيقية للتعمق في الأحداث اليومية حيث كان يلتقط التفاصيل وينقلها بدقة وموضوعية للقراء، مؤكداً أن الهدف كان إبراز صوت المواطن وتسليط الضوء على القضايا المهمة

وأوضح  الوافي أن عمله لم يتوقف عند التغطيات اليومية بل امتد إلى قسم التحقيقات الصحفية.

 مؤكدً  إن القسم منحه فرصة للتعمق في الملفات المهمة والبحث عن الحقائق من مصادرها وتقديم مواد تتسم بالعمق والمهنية

 وأضاف أن بعض التحقيقات حظيت بتفاعل كبير من القُراء وكان ذلك دافعاً للاستمرار وتطوير أدواته الصحفية. ونوه الوافي إلى أن العلاقة مع زملائه في الصحيفة كانت مميزة.

وقال إنه وجد بينهم روح الفريق الواحد وتعلم منهم الكثير في أسلوب العمل وفي التعامل مع ضغوط المهنة.

موضحاً أن التجربة تركت أثراً طيباً في نفسه وجعلته أكثر التزاماً وشغفاً بمجال الصحافة وأن تجربته في فسانيا جزء أصيل من مسيرته المهنية يحمل معها ذكريات ودروساً لا تُنسى.

معتصم العلواني مصور صحفي ورئيس قسم التصوير بالصحيفة سابقاً تحدث عن رحلته في فسانيا منذ اليوم الأول في سبها وقال إن الكاميرا كانت أداة التعبير وصوت الناس هو البوصلة، وأضاف أن السنوات الأولى لم تكن مجرد عمل صحفي بل كانت تجربة إنسانية.

ومهنية صنعت ملامح شخصيته ودفعته للبحث دائماً عن الصورة الصادقة التي توثق واقع الجنوب.

وقال العلواني إن رئيس التحرير كان لها دور محوري في دعم العمل وتطويره وفتحت أمامهم أبواب المعرفة والتجربة

 وأكد أن ثقتها العالية في فريق العمل من أهم أسباب النجاح.

وأضاف أن فسانيا كانت حاضرة في العديد من الملتقيات الإعلامية داخل وخارج الجنوب حاملة رسالة الصحيفة وهويتها المهنية أمام مؤسسات إعلامية أخرى

وأوضح أن هذه المشاركات كانت فرصة لتعريف الآخرين بصوت الجنوب وإبراز الجهد الحقيقي الذي تبذله الصحيفة لتكون منبراً يوثق الواقع ويعطي لكل قصة مساحتها

 وقال العلواني إن فسانيا بعد خمسة عشر عاماً من العمل والعطاء بقيت جزءاً أساسياً من ذاكرة المشهد الإعلامي في الجنوب وأن تجربته معها محطة لا تُنسى وشكر رئيس التحرير على دعمها الكبير وثقته الدائمة ولكل الزملاء الذين شاركوه الطريق وكانوا جزءاً من الصورة الجميلة التي صنعوها معاً.

الشاعرة مبروكة الأحول عبرت عن حبها لفسانيا بدفء الشعر قائلة

سرولة و قلب / فسانيا عقد ونصف من المحبة 

ممر طويل تتناوب على جانبيه أبواب مفتوحة  : يقودك لحديقة صغيرة ؛ على يمين : تتهادى سرولة عظيمة ،يغري حفيفها بالحكايا ؛ يخيل لي أن الأصدقاء يتزحلقون من شاهق أغصانها و يستدعون براءة  النظر للوجود تحت ظلها!

تلك جغرافيا فسانيا البسيطة :

ولأن روح المكان امرأة : يستقبلك الفرح العاتب في عيون  (سليمة بن نزهة) و تحتسي مع القهوة موسيقى المكان الخفية  ؛

ففي هذه الصحيفة : تضيء الهموم الصغيرة  وجوه الصحفيات و الصحفيين  .. وعلى ضفة مكتب سليمة  العجائبي:  تعبر كل أطياف سبها في لحظات : المثقفين و البسطاء و المجانين و عابري السبيل ، و الحالمين و اليائسين ؛ المفخخين بالحب ؛ و المتشظين بالكراهية ؛ في حضرة ( سليمتنا) تتمازج الأضداد ، و تنضج الخلافات ولو بعد حين ؛ ولأنني امرأة ترى الوجود بمآقي من تحبهم : رايت فسانيا بعيني صديقتي (سليمة) أم الصحافة الجنوبية ، وشهدت على الكثير من أيام العزم والإرادة في هذه الصحيفة  السبهاوية الليبية اليتيمة في الحرب و السلم ؛  كل عدد يصدر أشبه بزهرة عاقول وردية تعلن الحياة في مختنق الأشواك

وكل كلمة هي ميلاد لرؤية تؤسس الواقع الجديد على الصفحات ،

فما يُكتب سيكون  .. فسانيا التي تحيا و تمشي بين الناس ؛

وتحمل الشمس لمحاجر الغرباء و البوساء و المنفيين محتفية بالإنسانية كما تحتفي بالثقافة  .. 

أبارك لفسانيا  عقد و نصف من المحبة  والإيمان : فالصحافة مهنة شقاء لايمارسها إلا من أحب و آمن ؛

فالمحبة و السلام لصديقتي (أم الصحافة الجنوبية ) ولكل  صحفيات وصحفيي فاسانيا على مر السنين .. شكرا” لأنهم  جعلوا فسانيا (  وطنا”  للراي و البوح ) نجتمع فيه شرقا” وغربا” ومن كل بقاع الأرض  !

يقول منسق تحرير الصحيفة مصطفى المغربي فسانيا ((وهي تدخل عامها الخامس عشر (فسانيا) تستمر رغم تحديات الرقمنة، ومحاولات الشد للوراء في عيدها الذي يصادف الثالث والعشرين من نوفمبر والذي كان في العام 2011 … مسيرة امتدت لأكثر من أربعة عشر سنة (فسانيا) وهي تدخل عامها الخامس عشر، تستمر بمعطياتها وقيمها.. رفعت  شعار الرأي والرأي الٱخر، وللحقيقة دون خوف، وللواقع دون زيف، ودفعت ثمناً باهضاً لأجل ذلك ثلاثة شهداء في ريعان شبابهم، شابان وفتاة في أوج عطائهم…… حرصت على تقديم الرسالة الإعلامية الموضوعية التي تخاطب شريحة كبيرة من أبناء الوطن جنوباً، شرقا، غرباً، ونجحت في استقطاب الكفاءات لتحقيق هذه الغاية، وساهمت في إعداد المبدعين والمتميزين الذين تركوا بصمات في الصحافة.

 وهي الوحيدة ليس باستمرارها فحسب، بل الوحيدة بأن كانت في كل ربوع الوطن دون توقف لأكثر من أربعة  عشر سنة عانت …  تصمد وسط ظروف بالغة التعقيد، في بقعة من هذا الوطن أكثر تعقيدا، في أحلك الظروف … وصمدت في زمن وصول المعلومة في لمح البصر، وفي عالم من حولنا، انحسر فيه مستقبل الصحافة الورقية، بتحديات ورهانات رَقْمَنَتِها، فما بالك في ليبيا. وصمدت رغم محاولات الشد للوراء التي كانت ولازالت

فسانيا كانت عنوانا لطلبة ماجستير ودكتواراة في جامعات ليبية وعربية، كانت حاضرة في أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم(الأسيسيكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألكسو).

إبراهيم مبارك إعلامي وصحفي أكد أن فسانيا تاريخ نابض بالحضارة وأن الصحيفة مر على صدورها خمسة عشر عاماً من العطاء والمثابرة. وأضاف أن الصحيفة جمعت بين صفحاتها أقلام الشباب الباحث عن الحقيقة ونشر الخبر لأهلها المناضلين في رقعة جغرافية يجمعهم صدق الكلمة وحب الخير. وقال إبراهيم مبارك إن فسانيا ولدت من قلب الصحراء لتخلد تاريخا مجيدا. وأشاد بالزميلة سليمة بن نزهة رفقة نخبة من الإعلاميين المناضلين بحبر أقلامهم والعازمين بعزم الجبال الشامخة لإظهار الجنوب الليبي بحلة تتباهى بها الأجيال القادمة. وقال إن فسانيا تجمع بين الموهبة والتفاني لتصل رسالتها لأقصى أنحاء الجنوب الليبي.

الشاعرة والاديبة و الصحفية نيفين الهوني مشرفة الملف الثقافي بفسانيا  تحدثت عن تجربتها في فسانيا قائلة  بعد خمسة عشر عاما في دروب فسانيا أشعر كأنني أسير في ممر طويل من الضوء كانت كل خطوة فيه تنحت شيئا من روحي وكل كلمة كانت تكبر مثل غيمة تبحث عن غيثها لم أكن مجرد شاهدة على مسيرة صحافية لفسانيا بل كنت جزءا من نبضها الخفي وراء صفحاتها التي تصدر كل مرة بحبر القلب ..  ذلك النبض الذي يوقظ الحكايات من نومها ويعيد ترتيب ملامح المدن المنسية في كل من جنوبنا وشرقنا وغربنا الحبيب .

خمسة عشر عاما وأنا أفتح أبواب الملف الثقافي كما لو أنني أفتح نافذة على زمن آخر زمن يتقاطع فيه صوت الشعر مع ظل الفنون الأخرى  و يتهجى فيه القارئ عبر حروفنا ملامح وطن يتشكل من جديد .. كنت أكتب لأمسك بالذاكرة قبل أن تفلت من يدي و أكتب لأمنح التفاصيل الصغيرة فرصة لتصبح تاريخا من ضياء .. واليوم حين التفت إلى كل تلك السنوات أشعر أن فسانيا لم تكن صحيفة فحسب بل كانت رفيقة سفر وغربة ودراسة وتحصيل علمي  وصلت إليه بعد جهد ومشقة ودعم منها  كانت الصوت الذي يهمس لي كل صباح أن أمضي وأن لا أخشى العتمة فهناك دائما كلمة تنتظر من يحملها ولحظة تبحث عمن يشهد ولادة جمالها..

ما أريد قوله بعد هذا العمر الصحافي أن الإيمان بالكتابة هو ما أبقى قلمي حيا وأن الوفاء للصحافة والثقافة هو الذي جعل الطريق رغم طوله يبدو أقصر وأنني آمن بأن العمل الحقيقي هو ذلك الذي يظل نابضا حتى بعد أن تطفأ الأنوار.

وانني ما زلت اعتمد على ذلك الخيط الرفيع الذي يصل القلب بالكلمة وعلى تلك الدهشة الاولى التي لم تخذلني يوما فما دام في العالم متسع لحكاية جديدة سأمضي كما بدأت ومعي قناديل لا تنطفئ وقصص لا تزال تبحث عن فضائها في هذا العالم الذي يحتاج إلى مزيد من الضوء ومزيد من الأصوات التي تعرف كيف تحرس الجمال دون أن تتعب كما كانت ولازالت الاستاذة سليمة بن نزهة تفعل  في صحيفتنا الغراء فسانيا ..كل عام وهي بخير كل عام وجميع الزملاء والزميلات  بألف خير كل عام و قراءنا الأعزاء معنا وستظل فسانيا كوة للضوء وستظل رحلتي معها مفتوحة على غد لم يولد بعد ..غد نكتبه ونحرسه ونصدقه لأننا نؤمن أن الكلمة وحدها قادرة على أن تعيد للوطن نبضه و حياته وألقه الذي كان .

يصرح الصحفي والكاتب صلاح إبراهيم صحفي، إلى أن السنوات التي عاشتها فزان شهدت صدارة الإجرام وقاع الرخاء، وأن الحياة فيها انطفأت فيها كثير من المشاعل.

وقال إن سماء المدينة غادرتها الطائرات بالرغم من أن المسيرات لم تغب يوماً وأن شعلة فسانيا كانت تراقب حركة الدمار والاقتتال. وأكد صلاح إبراهيم أن الصحيفة لم تكن مجرد شعلة تجلب الأموال بل كانت من تنير طريق الوطن والمواطن. وأنها غذت عقول المفكرين والأدباء وأن صفحاتها وُجدت للحقيقة ولحرية التعبير. وقال إن فسانيا أغضبت المتملقين وهزمت الانتهازيين قبل أن تُسعد المحبين، وأنها دافعت عن المهنة وحرضت على الوطن في وقت كان فيه الكثير متاجرين.

إبراهيم عبدالسلام فرج كاتب صحفي، أشار إلى أن فسانيا التبني والعطاء وفي عيدها الخامس عشر تتألق بعنفوانها المقترن بنضال جنودها. وأضاف أن العمل في الصحيفة لم يكن سهلاً بل هو عطاء مستمر بإمكانيات محدودة وأن تضحيات شبابها المغدورين كانت وساماً للشجاعة وأن قائدة الكوكبة الأستاذة القديرة سليمة بن نزهة منحت الفريق الفرصة للظهور على صفحات فسانيا. وأضاف إبراهيم عبدالسلام فرج أن الصحيفة تجاوزت خمس عشرة سنة دون انقطاع وأنه من واجب الجميع دعم الزملاء للحفاظ على تألق الصحيفة في المقدمة.

الصحفية أريج المهدي المبروك الأحول ذكرت أنها انضمت لفسانيا منذ العدد صفر بمقال عن أم كلثوم كوكب الشرق وأنها كانت طالبة في قسم الإعلام شعبه صحافة في البداية ثم أصبحت مشرفة على صفحة الصحة لعدة سنوات. وأضافت أنها تعمقت في المجال الصحي من خلال تحقيقات ومقالات ومقابلات مع الأطباء واستطلاعات الرأي. وأشارت إلى أنها شاركت ضمن فريق فسانيا في عدة مؤتمرات إعلامية.

وأوضحت أن الصحيفة وفرت لها الدورات التدريبية في التحرير والتصوير تحت إشراف عدد من المدربين الليبيين والعرب. وقالت أريج الأحول إن فسانيا مؤسسة إعلامية متكاملة وأنها ما زالت تتابعها وأنها تتمنى لها المزيد من التألق والإبداع رغم كل الظروف التي مرت بها.

ومن جهتها أضافت  الصحفية بيه خويطر، عشر سنوات قضيتها في فسانيا حفرت في ذاكرتي أثرًا لا ينسى ، كنت طالبة ومجرد هاوية، جئت من بلد أرهقته الحروب مكسورة متشتتة وفاقدة لكل شيء، القدر ساقني إلى مدينة  سبها، ليجبرني الله بفسانيا.

فسانيا لم تكن مجرد صحيفة، بل كانت البيت الذي احتضن أول خطوة لي وشجع أول كلمة كتبتها، وأول خبر . هنا تعلمت أن الكلمة مسؤولية، وأن الصحافة روح تعيش فيك قبل أن تكتب أي خبر.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :