متابعة : منى توكا
اختتمت جمعية البيت الأصيل للفنون والتراث في منطقة الجديد بمدينة سبها فعاليات معرض “صيف الفنون”، الذي امتد لأربعة أيام، وجاء تتويجًا لبرنامج تدريبي شامل استمر طوال فصل الصيف بمشاركة واسعة من نساء سبها وعدد من مناطق الجنوب.

وقالت عائشة معتوق السنوسي من الجمعية إن المعرض يمثل حصيلة ورش تدريبية مكثفة نُظمت خلال الأشهر الماضية، مضيفة: “كان الصيف بأكمله مليئًا بالدورات؛ قدمنا دورات في فن الكونكريت، وفن الهيد بيس، والخياطة والتطريز، إضافة إلى دورات مرتبطة بفنون الحياة اليومية مثل تزيين الكعك. وقد كانت كل دورة خطوة جديدة في تمكين النساء ومنحهن فرصة لاكتساب حرفة ومصدر دخل”. وأوضحت أن المشروع لم يكن معرضًا فقط، بل “برنامجًا مجتمعيًا متكاملاً يهدف إلى توفير بيئة تتعلم فيها النساء وينتجن ويعرضن أعمالهن أمام المجتمع“.

وشاركت في المعرض مجموعات نسائية من مناطق متعددة، من بينها غدوة وتراغن وغات، إلى جانب عضوات الجمعية في سبها. وأكدت السنوسي أن هذا التنوع “أضفى على الفعالية نكهة خاصة، إذ جاءت كل منطقة بعمل يعكس جزءًا من تراثها وهويتها“.
وشهد اليوم الثاني للمعرض زيارة لوفد سياحي أوروبي، رافقته الشرطة السياحية ومكتب السياحة في سبها، حيث تجوّل أعضاء الوفد داخل الأجنحة واطّلعوا على الصناعات السعفية والبخور والأزياء والخزف، واستمعوا إلى شرح حول طرق الإنتاج والحرف اليدوية في الجنوب الليبي.
وفي ركن البخور التقليدي، قدمت ناجية جداد، وهي من الحرفيات في الجمعية، شرحًا لطريقة إعداد البخور المحلي. وأوضحت أن هذه الحرفة تُنقل من جيل إلى آخر وأنها تعتمد على مزج مواد طبيعية مثل الجاوي والعود والمسك والمستكة، ثم طحنها وخلطها وعجنها قبل تجفيفها تحت أشعة الشمس لمدة يومين. وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار المواد يشكل تحديًا، لكنها أكدت أنها مستمرة في هذا العمل لأنه يمثل بالنسبة لها “مصدر رزق وقيمة تراثية“.

وفي جناح الصناعات السعفية، عرضت فاطمة عبدالعزيز منتجات متنوعة من السعف، موضحة أنها تمارس هذه الحرفة منذ سبع سنوات. وقالت إن استخدامات السعف تشمل تجهيزات الأفراح، وأدوات العروس، والأغراض المنزلية، وقد تطورت الحرفة مع مرور الزمن ليتم إنتاج سلال الخبز وعلب المناسبات وأدوات التقديم، إضافة إلى توظيفها في تعبئة منتجات غذائية مثل التمر والبسيسة والمقروض. وأكدت أن مشاركتها في المعارض تسهم في تطوير مهاراتها وأن الحرفة تمثل لها “مصدر رزق واستقرار“.
وترى الجمعية أن “صيف الفنون” حقق أهدافه المتمثلة في تدريب النساء على حرف فنية ومنحهن مهارات قابلة للتحول إلى مشاريع صغيرة قابلة للنمو، إضافة إلى توفير منصة للعرض والتسويق.
وفي ختام الفعالية، أعلنت الجمعية عزمها إطلاق برامج تدريبية جديدة خلال الخريف والشتاء، وتوسيع التعاون مع مؤسسات وجمعيات أخرى في الجنوب، بما يدعم استمرار النشاط الفني والحرفي وتوثيق التراث المحلي.














