البنية التحتية للخدمات الصحية في ليبيا

البنية التحتية للخدمات الصحية في ليبيا

تقرير إعداد : كوثر ابونوارة

قمنا من خلال هذا التقريربالبحث عن البنية التحية لكافة الخدمات الصحية في ليبيا فوصلنا لنتيجة مقربة ان عدد المرافق الصحيّة الأوليّة مثل العيادات المجمّعة والمستوصفات ومستشفيات المناطق العموميّة لم يتعدّى 1500 مرفق في بلد واسع الأطراف شاسع المسافات بين الكثير من مدنه وقراه.

كما أن الحالة التي كانت ولازالت عليها هذه المرافق يرثى لها، فالكثير منها عاطل عن العمل والكثير الآخر مازال تحت الصيانة ولعدة سنوات بدون إحداث أيّ تقدم يذكر ,, فأحداث النزاع هي من وقفت في طريق تقدم وتطور الخدمة الصحية في بلادنا هناك أيضاً أما عامل انعدام الصيانة لهذه المباني والمنشآت، و عدم تهيئتها منذ البدء لتكون صالحة للظروف الجويّة سواء في ذلك حرارة الصيف الشديدة أو برد الشتاء القارص.

كما أن هذه المنشآت لم تبنى بطريقة تحمي محتوياتها من السرقة والنهب، والكثير منها لم يكن مخطّطاً لها بأن تأوي الحالات الطارئة أو أن تستطيع تقديم خدمات علاجيّة سريعة تكفي لإعداد المريض للنقل لمرافق صحيّة أكبر.

هناك أيضاً غياب واضح للإهتمام بالمستوصفات نظراً لأن التخطيط المبدئ كان بأن تقوم هذه المستوصفات بتقديم خدمات علاجيّة محدودة جدّا كالعناية بالجروح والإصابات البسيطة أو ربّما قياس سكر الدم أو ضغطه وبعضها يمكن من خلاله تقديم خدمات الأمومة والطفولة المتواضعة جدّاً.

الكثير من هذه المستوصفات لا توجد بها خدمات أشعة أو تخطيط القلب أو صيدليّة ، ولا يوجد بها طبيباً مقيماً أو حتى بدوام منتظم حلال الفترة الصباحيّة.

مستشفيات المدن لا تختلف كثيراً عن المستشفيات القرويّة، وهي كلّها بدون إستثناء في حاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل بما يتماشى مع التطورات الحديثة في التطبيب والعلاج.

الخدمات الأخرى المكمّلة لمهمّة الطبيب مثل العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل وعلوم التغذية هي كلّها غير متوفّرة نظراً لإعتبارها في ذلك الوقت غير ذات قيمة علاجيّة في تفكير من كان يخطّط للخدمات الصحيّة في بلادنا.

مستشفيات المدن الكبرى هي بدورها تفتقر إلى أساسيّات المرفق الصحّي في بلد يعتبر طقسه ساخناً معظم أشهر السنة مع غياب شبه كلّي لعمليّات الصيانة الطارئة والروتينيّة.

هناك مشكلة أخرى تخص البنية التحتيّة في ليبيا وهي الإختيار العشوائي لهذه المراكز الصحيّة “الكبرى” وغياب التخصّص في خدماتها. بالإضافة لإنعدام الامن والامان وعن أعداد الجانب البشري للخدمات الصحية في ليبيا ومؤهّلات العاملين في القطاع الصحّي هناك بعض المعلومات الجزئيّة جلّها من السهل التشكيك في مصداقيّته.

فقد بلغ عدد العاملين في قطاع الصحّة حوالي 100,000 منهم ما يقارب من 30,000 موظّف تحت بند “عناصر التمريض”. وعد اعداد الاطباء العاملين في قطاع الصحة ليس هناك ارقام ثابتة نعتمد عليها أمّا أن تعرف التخصّصات أو المؤهّلات فتلك ربّما تحتاج إلى مشروع بحثي متكامل يشمل مقابلات شخصيّة لكل الأطباء العاملين في القطاع الصحّي في ليبيا نظراً لغياب سجلاّت توثّق هذه المعلومات أو لأن التعيين كان يتم بعلاقات شخصيّة وليس من خلال التقدّم لشغر وظائف معلنة من خلال السير الذاتيّة ومقابلات التعيين للوظيفة من قبل لجنة متخصّصة لذلك الغرض.

المعلومات التي لدينا تقول بأن عدد الأطباء العاملين في ليبيا حسب عام 2009 كان قد بلغ 10,230 طبيباً وطبيبة، منهم 8,612 من الليبيّين والبقيّة أجانب.

هذا يجعل لكل 17 طبيب 10,000 مواطن ومواطنة وهي نسبة من الناحية النظرية عالية جدّاً وقد تقاس بمستويات الكثير من الدول المتقدّمة.

بلغ عدد المستشفيات العاملة في ليبيا حسب عام 2009 ما مجمله 96 مستشفى بها 20,289 سريراً، منها 18 مستشفى مركزي، 21 مستشفى عمومي، 32 مستشفى قروي، والبقيّة مستشفيات خصوصيّة أو تابعة لجهات أخرى.

كما توزعت بقية البنى التحتية لمرافق الصحة على الوجه الآتي: 37 مصحّة، 15 عيادة مجمّعة، 1355 مستوصف ومركز صحّي.

الإنفاق على الخدمات الصحّية أرقام الإنفاق على الخدمات الصحيّة في ليبيا يمكن العثور عليها ببعض الصعوبات، لكن المشكلة هنا تكمن في الفرق والتناقض في معظم الأحيان بين المسجّل على الورق وبين ما يصل فعليّا للمرافق الصحيّة التي تقدّم خدمات للناس. هناك عوامل أخرى منها الإحتيال والغش والتلاعب بالأرقام ومنها العمولات والرشاوي وأموال تنفق تحت بنود مائعة وأموال أخرى تذهب من هنا وهناك لا يتم توثيقها في سجلاّت.

هذا تقرير مبسط عن ارقام واحصائيات بسيطة في عدد الاطباء وعدد المرافق الصحية وفي الاعداد القادمة بفسانيا سنسلط الضوء اكثر على ترديء هذه المرافق والاسباب التي ساهمت في تدني الوضع الصحي في ليبيا وكيف يمكننا ان نساهم في اصلاح مرافقنا

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :