تقرير :محمد النعماني : تصوير موسى عبدالكريم
يقع مطار سبها الدولي في مدينة سبها كبرى مدن جنوب ليبيا و يبعد عن وسط المدينة حوالي 10 كم ويربط سبها بكافة أنحاء ليبيا وبعض دول العالم في رحلات محلية ودولية ويعتبر ثالث أكبر مطارات ليبيا بعد مطار طرابلس العالمي ومطار بنينا الدولي ، غير أن هذا المطار توقف عن العمل وأغلق في وجه جميع الرحلات المحلية والدولية منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب النزاعات القبلية التي نشبت بين قبيلتي التبو و أولاد سليمان في يناير 2014 ، والتي اتخذت منعطفاً مغايراً تماماً بعد أن بدأت بعدها بأيام عملية عسكرية تابعة لأنصار النظام السابق أطلق عليها ” عملية أسد الصحراء ” كان الهدف منها السيطرة على الجنوب الليبي إلا أنها باءت بالفشل بعد معارك طاحنة استمرت لقرابة الشهر واشترك فيها معظم سكان الجنوب الليبي ، ومنذ ذلك الحين كانت هناك محاولات حثيثة لفتح المطار دون جدوى ، كان الطرف المعارض لفتح المطار يتحجج بعد تنفيذ الاتفاق المبرم في ذلك الحين والقاضي بانسحاب أحد الأطراف إلى ما وراء بوابة 17 المعروفة في المنطقة .
وبعد ثلاث سنوات من إغلاق المطار وبعد الاتفاق الذي جرى في روما بإيطاليا بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو القاضي بتعويض المتضررين من الطرفين وبعد تدخل أعيان المنطقة الجنوبية وحكومة الوفاق الوطني أعلن في قاعة بيت الثقافة بمدينة سبها في الثالث من يوليو 2017 إتمام تسليم مديرية الأمن بالمدينة لمطار سبها الدولي كجهة شرعية ورسمية في خطوة انتظرها المواطن الجنوبي لسنوات ثلاث .
فسانيا رصدت آراء الحاضرين لمراسم التوقيع وآراء المواطنين بالخصوص والتي تراوحت بين القبول والترحيب والاعتراض المشروط بعدة أسباب سنعرضها عليكم خلال هذا التقرير .
” ما حدث اليوم هو استكمال للماضي و للاتفاق الذي وقع في روما “
بهذه العبارة بدأ الحاج ” السنوسي مسعود عمر ” نائب رئيس مجلس شورى قبيلة أولاد سليمان حديثه معنا .
مضيفاً ” تنفيذاً لكافة بنوده ، كان علينا إعلان الافتتاح و أما بالنسبة لمطار سبها الدولي فهو مرفق عام و هام لكل الليبيين . وقد ” تم الاتفاق بين قبيلتي التبو و أولاد سليمان على فتحه وتشغيله ،وتسليمه إلى مديرية الأمن للمحافظة عليه وحمايته و لإجراء الصيانة اللازمة ومن ثمّ تفعيله في القريب العاجل بإذن الله .
أمنية تتحقق لأهل الجنوب خاصة ولليبيا عامة
قال : ” همه حمد أحمد ” أحد أعيان قبيلة الطوارق ” ما حدث اليوم شيء إيجابي ونسأل الله التوفيق ولم شمل كل الليبيين و الجنوب بشكل خاص ، وهذه تعتبر مبادرة منتظرة من الجميع و هي أمية تتحقق لأهل الجنوب خاصة و ليبيا عامة وعلى الليبيين أن يتفاءلوا خيراً لأن ليبيا لن تقف إلا بهم وعليهم التمسك بهذه المبادرة لأنها نواة طيبة و نتمنى من الله أن نخرج إلى بر الأمان حتى نعود كأسرة واحدة .
مطار سبها الدولي ليس حكراً على قبيلة معينة
و أعرب ” زيلاوي مينا صالح قلمة ” أحد مشائخ قبيلة التبو اليوم ” تجتمع كل قبائل فزان بلا استثناء من أجل إعادة فتح مطار سبها الدولي فهو ليس حكراً على قبيلة بعينها بل هو لجميع أبناء سبها وفزان وليبيا .
وهنا” نشكر جميع القبائل والمكونات في الجنوب الليبي سواء التي حضرت اليوم والتي لم تحضر لظروف تخصها ومع ذلك هي تبارك تظافر الجهود من أجل هذا اليوم التاريخي .
خطوة موفقة من لأجل رأب الصدع ولم الشمل
أفادنا : الصادق محمد السوكني ” أحد أعيان مدينة سبها ” هي بادرة طيبة وخطوة موفقة لأجل رأب الصدع ولم الشمل و قيام دولة المؤسسات ، و القانون ونتمنى أن تتم على خير وأن تتلوها خطوات أخرى بإذن الله س تعالى فهذا المطار من أهم المرافق الحيوية للمدينة بل للجنوب عامة وتوقفه عن العمل تسبب في مآسي ومضار كبيرة لكثير المواطنين نسأل الله تبارك وتعالى أن يكلل هذا العمل بالنجاح والتوفيق.
يوم مفصلي في تاريخ مدينة سبها و الجنوب الليبي
وقال ” الهادي الهاروج ” أحيي الجهود المبذولة من أجل إعادة تشغيل مطار سبها الدولي كما أحيي اللجنة المكلفة بمتابعة إعادة تشغيل المطار .
وأوضح ” أن هذا اليوم هو يوم مفصلي في تاريخ مدينة سبها و الجنوب الليبي لأن الناس تنتظر فتح المطار بفارغ الصبر و من هنا أناشد ، كل جهات المختصة أن يستكمل المطار و يتم تشغيله .
خطوة أساسية لاستتباب الأمن في المدينة
و أضاف ” أبو قاسم أبو شعالة ” أحد أعيان مدينة سبها ” هذه الخطوة هي أساس استتباب الأمن في مدينة سبها و نتمنى رأب الصدع بين كل مكونات وقبائل الجنوب ، و أن و ان تتصاف القلوب ، وكل هذه القبائل تصبح قبيلة واحدة ، لأن الجنوب الليبي عانى الكثير ، ولازال يعاني .
ونوه ” و بهذه الخطوة سترفع المعاناة عن أهل الجنوب لأن هذا المطار هو الشريان الوحيد الذي يتنفس منه الجنوب وهو المنفذ الوحيد الذي يربط الجنوب بالغرب والشرق و العالم .
بداية مصالحة شاملة
ذكر ” إدريس عبد السلام ” إعلامي ” مما لا شك فيه أن أي وفاق اجتماعي من أجل المصالحة الوطنية هو شيء جميل لا يختلف عليه اثنان ، و نتمنى أن يتم لقاء من أجل بناء ليبيا وأعتقد أن هذه الخطوة تعتبر بداية مصالحة شاملة فنرحب بكل المساعي الطيبة من أجل لم الشمل فنحن محتاجون لجهود أي فرد من أجل بناء مجتمع مدني ، ونبذ التعصب القبلي و الخلافات التي أترث على النسيج الاجتماعي في الوطن عامة .
انعكاس إيجابي لمشروع بناء الدولة الحقيقية .
قال كابتن ” عمر أحمد عبد الهادي ” رئيس لجنة تسليم المطار ” وأحد أعيان قبيلة القذاذفة الحمد لله بفضله ثم بفضل الخيرين بفزان تم هذا العمل بنجاح و كان له انعكاس إيجابي لمشروع بناء الدولة وخطوة جبارة نتمنى أن يعم الأمن كل أرجاء ليبيا .
ونوه ” في القريب إن شاء الله سنشهد فتح مطار سبها الدولي فالتجهيزات المتواجدة فيه الآن تعتبر جيدة ولا تحتاج إلا إلى إرادة لتشغيله ، و أتمنى من كل الليبيين أن ينسوا أحقادهم ، و خلافاتهم ، و أن نتجه جميعاً إلى بناء ليبيا ، حتى تكون بين دول العالم كما كانت بقوتها وجبروتها عبر مر التاريخ .
ليس مجرد صلح بل هو عرس اجتماعي بالجنوب الليبي
أكد “بداد قنصو” وزير الحكم المحلي المفوض لحكومة الوفاق ” هو ليس مجرد صلح بل هو عرس اجتماعي بالجنوب الليبي ، و إعادة تشغيل المطار فرصة كبيرة لأهلنا في الجنوب لعودة حركة التواصل عبر عودة الطيران المدني لمدينة سبها و ستكون الفرصة الأكبر لإعادة التوافق بين الجيران والأصهار ، و اﻹخوة الذين كانت بينهم بعض المشاكل البسيطة في الطريق للحل إن شاء الله .
الشاب جمعة سنوسي أحد شباب قبيلة التبو أشار : في ظل تردي خدمة المواصلات بالجنوب الليبي نرحب بأي اتفاقية تصب في مصلحة فزان ، واتفاقية افتتاح مطار سبها بادرة تبعث الفرحة في نفوس أهل الجنوب جميعآ ، أهل الجنوب عانوا كثيرآ في التنقل سواء في خدمات الوقود أو كل ما له علاقة بالمواصلات . خصوصآ الصحة في ظل تردي خدمات الصحة في الجنوب ، نحتاج إلى قطع مئات الكيلوامترات لكي نعالج وهذا يحتاج إلى خدمة مواصلات .
أنا عن نفسي سعدت جدآ بالاتفاقية . ونتمنى أن يعم الرخاء والسلام في الجنوب .
محاولة لتحقيق مكاسب سياسية لحكومة غير شرعية
ونوه : محمد المسلاتي الحقيقة أتمنى أن يفتح مطار سبها اليوم قبل الغد فنحن سكان المدينة وسكان المنطقة من عانى ويلات مدينة بلا مطار ، ينقصها كل شيء سيولة ، صحة جيدة ، خدمات راقية أو مقبولة على أقل تقدير ، لكن أن تقوم حكومة غير شرعية لم يعتمدها البرلمان الليبي بمحاولة تحقيق مكاسب سياسية عن طريق استغلال فتح مطار سبها فهو أمر مرفوض عندي جملة وتفصيلاً .
التعويضات التي تحصل عليها المجتمعون في روما باطلة
بادرنا : مهدي عمر باستهجان وغضب قائلاً خطوة غير موفقة لا أباركها أبداً ولا أقف معها لسببين الأول أنه بدون الاتفاقية التي وقعت في العام 2014 بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو لم تستكمل بعد ، الثاني أن افتتاح المطار جاء نتيجة لاتفاق روما الذي استغله البعض لتحقيق مكاسب شخصية والحصول على أموال بطرق غير شرعية مبنية على التزوير والتلفيق ، فالأعيان الذين تحصلوا أو سوف يتحصلون على الملايين من وراء اتفاقية روما هم يأخذون أموال الشعب هذه التعويضات كان الأجدر بها هذه المدينة التي فقدت كل معالمها ، كان الأجدر أن تعمل بها صيانة شاملة وكاملة للمطار الذي سوف نستخدمه جميعاً لكن أن تستولي مجموعة معينة على الملايين مقابل افتتاح المطار هذا العمل متاجرة بدماء الشباب لم ولن نقبله .
الوقت غير مناسب ﻻفتتاح مطار سبها
بامتعاض قال : السائح عبد الحميد السائح الوقت غير مناسب لافتتاح المطار اﻵن هذه الخطوة كان يجب أن تسبقها خطوات أخرى عديدة منها ضرورة توفر الأمن فالمدينة تفتقد للأمن بشكل كامل و كذلك شح السيولة التي تجعل المواطن يعاني أمام المصارف لأيام متواصلة ، بالإضافة إلى ضرورة وجود مجلس بلدي قوي قادر على حلحلة أزمات المدينة المتعاقبة ، حالياً يوجد مطار تمنهت لحل مشاكل الجنوب و المنطقة آمنة
ولدينا أيضاً مطار براك ، صحيح سبها حاضرة الجنوب لكنها للأسف غير آمنة.
من يريد تشغيل المطار عليه العودة لبنود اتفاق 2014
وأصر : الفرجاني محمد ليس لدي تفاصيل دقيقة عن فحوى الاجتماع ولكنني ضد فتح المطار إلا في حال تم تنفيذ الشروط التي وضعت في 2014
وهي خروج القوة العسكرية من المعسكر ورجوع الطرف اﻵخر إلى ما بعد الحدود الإدارية لمدينة سبها وتم تنفيذ الشرط الأول ولم يلتزم الطرف الآخر بالشروط ولم نر الحكماء والوجهاء وغيرهم حينها لتنفيذ بقية الاتفاق ، الآن كيف يسعون لافتتاح المطار ، عليهم تنفيذ بقية الشروط أولاً.
هذا الحدث كنا ننتظره منذ فترة طويلة
وأوضح حامد رافع الخيالي ” عميد بلدية سبها ” في الحقيقة هذا الحدث كنا ننتظره منذ فترة طويلة و الحمد لله الذي وفقنا اليوم إليه ، و أن هذه الغمة قد أزيلت عن كل أهالي الجنوب الليبي ، ونحن كبلدية سبها سوف نذلل كافة الصعاب التي تعرقل عمل المطار ومستعدون للتعامل مع كل الأطراف لأجل خدمة الوطن والمواطن في بلدية سبها خاصة والوطن عامة.