كتب :: سالم ابوخزام
الحراك الوطني “الجنوب-فزان” بدأ في استحداث أنشطته مع إطلالة هذا العام 2018 م ؛ في مناقشات مستمرة لأكثر من ستة أشهر ؛ لكن النقاشات جاءت منظمة من خلال جدول أعمال تبنى طرح أسس بناء الدولة الجديدة في ليبيا. المناقشات أنجزت مسودات لكل الملفات منها الأمن ، المصالحة الوطنية ، القضاء ، الثروات الوطنية ؛ العلاقات الدولية والشؤون الخارجية ، والمبادئ العامة لقيام الدولة في المقدمة وتفاصيل كثيرة هامة . ..رأت غرفة التنسيق أن يقتصر العمل العلمي الموضوعي بواسطة النخبة من كل أنحاء فزان في الجفرة ، الشاطئ ، سبها عاصمة الجنوب ، حوض مرزق بأكمله ، وأوباري وصولا إلى غات من أجل التوصل إلى مشروع موحد يعبر عن فزان وتطلعاتها كجزء من وطن يتعرض إلى ويلات مستمرة ؛ تحتم علينا الظروف المتداخلة البحث عن أجوبة لها لانقاذ أهلنا بعزة وكرامة. ..إن الملتقى المنعقد في “تويوة” بأوباري في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر لهذا العام ليس إلا محاولة نخبوية جادة لوضع الأساس للانطلاق نحو ليبيا بطريقة جديدة أساسها الكتلة عوض التمزق والشتات !! ..وهكذا تلتئم اللجنة التحضيرية الموسعة لتنقل المسودات نحو ملف معنون بالمشروع ليطرح لاحقا في لقاء عام موسع بكل فزان ولكن بنظام وتحت قيادة تنظيم مؤطر بقيادات مسؤولة في إطار هيكل تنظيمي مسيج بمبادئ حاكمة وميثاق تم الاتفاق عليه أن يندرج تحت مسمى الجمعية الوطنية الثانية ؛ جمعية تتكئ على استدعاء التاريخ في مراحل مبكرة سابقة حينما قادها الآباء والأجداد قصد رص الصفوف وتوحيدها لإعلاء كلمتها وموقفها. ..المتوقع في ملتقى تويوة أن يصدر إعلان بالتأسيس ويمهر بتوقيعات من مختلف أبناء فزان الحبيبة كتعبير عن التضامن والتراص والمضي قدما نحو الأمام معا يدا بيد وكتفا جنب آخر كما ستصدر توصيات تتضمن النظر نحو آفاق المستقبل الذي ترنو إليه فزان وسط المآسي المستمرة في ليبيا بأسرها . ..تويوة ليست إلا تعبيرا عن بدء مرحلة نضال وتلاحم بين أبناء فزان ، نضال سلمي بكل وعي ومسؤولية وربما كتابة صفحات جديدة من تاريخنا المشرف بأذهان النخبة كخطوة على طريق استعادة الوطن وإنارة الطريق لاستعادة الحقوق المنهوبة من قبل آخرين فقدوا النخوة وتجاوزوا عذابات الآخرين دونما اكتراث ودونما شعور بالمسؤولية تجاه سكان فزان العزيزة وترابها الطاهر والمبارك . ..تويوة ليست جدالا أو مناكفات بل نقاشات جادة وموضوعية في أجواء ونسائم هادئة بمنتجع قمر الصحراء ، مناقشات للغوص في الأعماق وإحياء لآمال في السلام والعيش المشترك وتجاوز لإحباطات كثيرة ومآزق يجب تجاوزها بالتفكير العلمي . ..”تويوة” نداء للوطن ومحطة تاريخية هامة في حياة الجنوب وفزان وجهد متميز للإمساك بقيمة لعب دور “الموازن” وربما تصبح رمال تويوة الذهبية سفينة نوح الجديدة للإبحار بنا ومعا نحو النجاة !! أ.سالم أبوخزام ؛؛