شعر / مهدي الحمروني
دعيني فقط أنزفُ كما أشتهي
علّني أموتُ كما أرضى
الآن أعِدكِ بترويض وحوش الشوق إليكِ
بانتهاز هذه السانحة الكبرى من الهزيمة
لم يعد بوسعي أن أتبعني في السهوب الوعرة إلى ناركِ
ليلُكِ يتربّصُني بمزاج ضارٍ من الإصغاء
لكِ مُنتهى الإذن في من تقاصى عن قطيع شغفي
بافتراسه بلا قِبله
ونحره دون بسمَلة
معكِ كل الحق
أنا نسخةٌ بدائيةٌ من نبوّةٍ لم تُعلن ولاتصلح للتصحيح
غيرتي مذهبٌ عَفَى عليه الزمن
مطاردٌ بتُهمةِ الإرهاب والتطرف
قصيدتي الآن مريضةٌ وترتعد كطائرٍ مقرور
مائُها يغورُ رويداً رويدا
نازحاً نحو الجفاف والنضوب ..
ويأوول من جموعه
إلى سرابٍ عظيم
والطريقُ إليكِ بيدٌ دونها بيد
يابكائي لِما دونكِ من دروب
ولِحاقي الظافر بالقروح العظيمة
وإيابي الذريع والمثخن بالخيبة
وانتهائي إلى الرضى برحمة الله
كنتُ أحوجُ معكِ إلى صورةٍ للذكرى
قبل نعييْ وقيدي بشهادة الوفاة
لا بأس ؛ …
كوني لعزائي بمنتهى الإشراق والأبهة
بنظارتين سوداوين للحداد
لكي أغفو في هدأةٍ وأناة
آه لو تمنحينني احتضاراً مُسجّى
برثاءٍ يؤبّنُ سيرةً
للشجى
والرحيل
_____________________
القاهرة 5 شباط 2019 م