- سالم ابوخزام
إن العمليات العسكرية التي تشهدها العاصمة ليست إلا الجيش الليبي القائم على عقيدة عسكرية وينهض على أسس احترافية ، بدليل أن هذا الجيش به كل مكونات الشعب الليبي . خطط الباغون لاستبعاد الجيش من أية أعمال من شأنها رد المعتدين عن البلاد ، ولكنهم فشلوا والحمد لله ، ليست هناك في العالم دولة مدنية واحدة بلا جيش ، والقوات المسلحة هي الضامن الحقيقي لقيام دولة فعالة ، وهو القادر على حمايتها ، مروجو هذه الكارثة “الدولة المدنية” لايريدون إلا أن تتحول ليبيا إلى مرتع للعصابات والمجرمين والمتطرفين الإسلاميين للسيطرة على ليبيا . لكن الجيش لعب على عنصر المفاجأة وكانت خطته محكمة للإطباق على العاصمة من عدة محاور قصد افتكاكها وتحريرها وهذا مايحدث الآن . وبذلك تمت هزيمتهم محليا وإقليميا منذ اللحظات الأولى للمعركة الفاصلة . بينما دوليا لعبوا على المنظومة الدولية لتمرير قرار من مجلس الأمن يقضي انفرادهم بها ، لكن روسيا كانت لهم بالمرصاد وفي المقدمة بإجهاض القرار الأممي ومعها كل من الصين وفرنسا . ..اللغة الروسية كانت جلية واضحة في شخص وزير خارجيتها (لابروف) حيث قال أنتم من دمر ليبيا بالعدوان عليها وبتحالف الناتو وسوف لن نسمح بتكرار المشهد مرة أخرى ، فليس من المعقول أن يدمر الجيش في ليبيا مرتين وتفهمت روسيا الدواعي والأسباب الحقيقية، وجاءت إلى جانبها كل من فرنسا والصين . اللعبة الدولية في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن تم التحشيد لها سياسيا في متسع من الوقت ومبكرا جدا ، في مشهد تدرك خلفياته أن مصر والإمارات العربية المتحدة ليسوا بعيدين عنه ، وبمعنى آخر كانت بريطانيا وإيطاليا في ضفة الشر الأخرى ، بينما اكتفت في تقديرى الولايات المتحدة الأمريكية بمراقبة الموقف فقط لحسابات تخصها. هذا العمل الداعم للإرهاب ممثلا في قطر وتركيا قد وضعهما في وسط المجتمع الدولي شبه معزولين ، وبالتالي حد من تحركاتهما على الساحة العسكرية ، وأصبح الجيش يعمل بغطاء دولي أستطيع أن أقول بأنه يعول عليه ويحميه . القوات المسلحة العربية الليبية وهي تقوم بعملياتها العسكرية لتحرير طرابلس من دواعش المال العام وكل منظومة الفساد التي تجرف الأموال ، قد صرح عنها د. غسان سلامة بما لايدع مجالا للشك ، ولابد أن يأتي اليوم الذي يحاسب فيه كل فرد على ما اقترف في حق هذا الشعب العظيم . .. في تصوري بعد التحرير المنشود والذي سيسقط وإلى الأبد مؤتمر الصخيرات والاتفاق السياسي وكل نتائجه ، سنكون أكثر حرية بمساحة أكبر في الاتجاه نحو غدامس وملتقاها الجامع في تحقيق مزيد من المكاسب ، ترجمة لما قامت به القوات المسلحة . ..مؤكد أن النصر العسكري المؤزر سيجتث رموز سياسية من المشهد السياسي الليبي ويحرر العقلية لتعمل بصورة أكبر وبحرية واسعة في ظل ترتيبات جديدة . ..الملتقى الجامع تغيرت مبرراته على الأرض وتبدلت كل أوراقه بالكامل وبالتالي فإن نتائجه إن انعقد ، ستكون متغيرا كبيرا في تاريخ الشعب الليبي ومستقبله . نحن لسنا قلقين لكن قواتنا المسلحة لازالت تعمل بكفاءة ونحن نترقب !! أ. سالم أبوخزام.