وفاء المقري: أزمة نقص السيولة كسرت ظهورنا وأرهقتنا…!!!
• أيمن أبو هادي: اكتناز الأموال في البيوت سبب مباشر لحدوث أزمة السيولة.
• مفتاح العبيدى: أنا ضد أن يكون هناك حل مؤقت لهذه الأزمة..!!
• فتحي الغناي: اللحوم المستوردة حافظت على ارتفاعها مقارنة بالسنة الماضية..!!
• زينب النائلي (موظفة بمصرف الجمهورية): الفساد المالي الكبير من أسباب نقص السيولة .
• عزيز راشد (موظف بالمصرف المركزي ): اكثر من 200 حالة اعتداء على المصارف
…بشكل تدريجي ومتوقع أيضا ساءت الاحوال الاقتصادية في البلاد، من ارتفاع الاسعار الى التضخم الى تأخر المرتبات، وعزا محللون أسباب حدوث هذه الأزمة إلى الانقسام السياسي والمشاكل الأمنية، وتوقف تصدير النفط وهبوط أسعاره في السوق العالمية، إلى جانب انعدام الثقة بين المصارف التجارية والعملاء، الذين سحبوا إيداعاتهم.
ولكن مالم يكن يتوقعه المواطن الليبي هو وصول الحالة لدرجة من التعقيد تتلخص في عدم توفر السيولة في المصارف الليبية. وفي ظل هذا النقص وضعت بعض المصارف سقف محدد للسحب لا يتجاوز 500 دينار، فيما اغلقت بعض المصارف أبوابها.
هذه المعضلة كان لها تداعيات كبيرة لمسها المواطن وشعر بتداعياتها الخطيرة التي زادت من ارتفاع اسعار الدواء والغداء، وتضاعفت مدة تأخر صرف الرواتب وغيرها، وعبر وسائل الاعلام المتاحة، وصفحات التواصل الاجتماعي عبر المواطن الليبي المتضرر والكادح والبسيط، عن أستياءه من هذه الحالة وتضرره منها بشكل كبير. وصحيفة فسانيا التقت عدداً من المواطنين استطلعت أراءهم ونقلت انطباعاتهم حول تداعيات ازمة السيولة عليهم ، كما نقلت مطالبهم للمختصين وأصحاب القرار….
المواطن أيمن أبو هادي التقته صحيفة فسانيا وقد عبر عن قلقه الشديد بسبب حدوث هذه الازمة، ووصف لنا معاناته اليومية فقال { إنا يوميا تقريبا أقف في طوابير طويلة أمام المصرف، منذ ساعات الصباح الأولى، لكن الأموال تأتي متأخرة وبشكل محدود جداً وأحياناً كثيراً لا تأتي } ويعتقد أبوهادي أن الازمة لا تتوقف عند هذا الحد بل تتضاعف بسبب تجاهل التجار ولهذا الوضع المؤسف فيقول : { مع هذا الوضع المؤسف الذي فرض علينا ، لم نُرحم حتى من أصحاب المحلات التجارية، فالأسعار بالأسواق مرتفعة جداً ونحن في أشد الحاجة لصرف أموالنا من أجل شهر رمضان المبارك لتغطية احتياجات الأسرة} ويعتقد أيمن أبوهادي أن من أهم أسباب حدوث هذه الازمة وتضاعفها {هو اكتناز الأموال في البيوت لعدم ثقتهم في المصارف والأوضاع السياسية في البلاد وعدم وضوح الرؤية المستقبلة في اعادة الامن والاستقرار.
أما المواطنة وفاء المقري فترى أن مشكلة نقص السيولة أو انعدامها في المصارف، مشكلة كبيرة جداً وأزمة حقيقية فتول وبأسى شديد لصحيفة فسانيا: {هذه الأزمة كسرت ظهورنا وأرهقتنا، وجعلتنا نكتفي بأقل القليل من حاجياتنا اليومية، وصلانا نكتفي بإقتناء الأشياء البسيطة.!! } .
وبشكل مختلف ترى المواطنة فاديا الفيتوري أمكانية الاستفادة من هذه الازمة بشكل أيجابي، وتقترح بعض الآراء التي يمكن من خلالها الاستفادة بشكل ايجابي من ما خلفته هذه الازمة من تداعيات ومشاكل وتقترح : { يجب علينا أن نستفيد من هذه الأزمة، وان نعود انفسنا على الاستغناء عن العادات الدخيلة في مجتمعنا ، لكي نضبط المصاريف الزائدة في مأكولاتنا }
المواطن مفتاح العبيدى يقول: { ليس لنا الحق أن نظلم مصرف ليبيا المركزي في نقص السيولة لأن الأسباب قد تكون واضحة المعالم أمامنا وأنا ضد أن يكون هناك حل مؤقت لهذه الأزمة ،أنا مع الحل الذي يأتي بدراسة من الخبراء لاختفاء هذه الأزمة نهائياً للحد من المضاعفات السلبية}.
ويضيف مفتاح : { أن مصرف ليبيا المركزي منذ اندلاع الثورة وهو يواجه العديد من المشاكل خاصة مشكلة الذعر المصرفي لدى الجمهور عندما قام الجميع بسحب ذخائرهم لبيوتهم ، واكتنازها }.
من جانبه يقول المواطن فتحي الغناي: { نحن في شهر رمضان المبارك ،شهر العبادة لذلك نحن ملزمين بالتعاون والتكافل ، وعدم الإسراف مع نقص السيولة وارتفاع الأسعار فهذا الشهر لن يكون كسابقيه في السنوات الماضية، خاصة من حيث الإسراف في الأكل والشرب، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد}.وأضاف: {زادت عمليات السحب غير المسبوق على الودائع من المصارف الليبية على مدار الأشهر الماضية، مما زاد من أزمة السيولة التي يعانيها المصرف المركزي، بفعل تراجع إيرادات الدولة بشكل حاد، ما أجبر المصرف على طبع النقود لسداد الالتزامات المحلية، فمع العد التنازلي للقدرة الشرائية للمواطن إلا أن الأسعار نشاهدها في العد التصاعدي لا رحمة ولا شفقة!! } وقد لخص الغناي لصحيفة فسانيا الحالة العامة لللاسعار وكيف أرتفعت بسبب نقص السيولة فوضح قائلا:
{ بلغ سعر لحم الدجاج 8 دينارات للكيلوغرام الواحد، فيما تراوح سعر لحم العجل، ما بين 16 و18 ووصل إلى 20 دينارًا، أما لحم الإبل فبلغ سعر الكيلوغرام منه 20 دينارا فيما بلغ سعر لحم الخروف 18 دينارا أما اللحوم المستوردة فقد حافظت على ارتفاعها مقارنة بالسنة الماضية. إلا أن لحم الخروف الإسباني خسر حوالي دينارين في الكيلوغرام مطلع هذا الأسبوع، بعد وصول كميات كبيرة منه للموانئ الليبية، وبلغ سعر الكيلو 11.5 دينار. غير أنه لم يعرف حتى الآن أسعار المستورد حديثًا، والتي قد تتراوح بين 14 و15 دينارا للكيلوغرام على حسب قول العاملين بهذا الاختصاص. }
المواطن فرج أبوسبعة يبدي تعجبه واستغرابه لصحيفة فسانيا لما الت اليه الامور فيقول : { لأول مرة اشاهد المواطن الليبي رجالاً ونساءً، يشترون الزيت والطماطم بالعلبة، والدقيق والأرز والسكر بـالكيلو , هي معاناة شديدة ، لقد اعتادت العائلات الليبية على التسوق خصيصًا لهذا الشهر، إلا أنهم يقفون حاليًّا أمام أبواب المصارف التجارية بسبب أزمة السيولة، التي تفاقمت ولم يتم حلها حتى الآن، على الرغم من الوعود التي نشاهدها في القنوات الليبية ان هناك توريد عملة مطبوعة في روسيا، وما صاحبها من جدل على المشهد في كافة انحاء البلاد} .
ويقول المواطن سعيد الشاوش: {ان جميع الليبيون على أمل أن يكون الشهر الكريم جالباً الاستقرار والسلام لبلادنا التي لم تنعم بالأمن والامان منذ فترة طويلة، وأصبحت في دائرة مختلطة من المشاكل السياسية والاجتماعية وكثرت فيها أصوات الرصاص وتوسعت فيها دائرة العنف وانتشار الفوضى وعدم الطمأنينة في المجتمع الليبي”.
المواطن عزيز راشد وهو موظف بمصرف ليبيا المركزي يعتقد {إن المصرف بطرابلس أقر بعدة عوامل أضعفت قدرته على إحداث التوازن في السيولة بين عمليتي السحب والإيداع }.
ووضح راشد قائلاً: { ان عمليات الاعتداء على المصارف اكثر من 200 حالة وتختلف فيما بينها من خطف وقتل وعمليات سطو مسلح الى جانب هناك انفصال واضح بين المدن الليبية خاصة بين الشرق والغرب ،وهذا يقف عائلاً في اتمام كافة الإجراءات المقاصة والتحويل بين جميع المصارف إلى جانب الصراعات السياسية في البلاد والمشاكل}. ثم أضاف { حالياً يقوم المصرف بمعالجة تلك العوامل لتشجيع عمليات الإيداع في ظل الظروف الحالية الاستثنائية التي تعيشها البلاد، مع منح الإذن للمصارف التجارية لقبول التغطية الخاصة بالاعتمادات المستندية، وخصوصًا الغذاء والدواء منذ شهر يناير الماضي}.
من جهتها تقول زينب النايلي الموظفة بمصرف الجمهورية أن من أسباب نقص السيولة هو الفساد المالي الكبير الذي حدث في هذه الفترة وأدى إلى حصول بعض الأفراد على كميات كبيرة من الأموال سحبت نقداً ووُضعت ، في البيوت ولا يستطيع أصحابها إيداعها في المصارف خوفاً من الملاحقة}
وأضافت :” انتشار السلاح والحروب أجبرت الزبائن على سحب كل أرصدتهم خوفاً من عدم الوصول إلى المصارف، هو السبب الرئيسي في توسع حجم المعاناة الشديدة، حيث اجتاحت أزمة نقص السيولة النقدية العديد من المصارف الليبية بالعاصمة طرابلس ومناطق أخرى من البلاد، فيما تشهد المؤسسات المصرفية ازدحاماً كبيرا من العملاء لصرف الأموال في ظل ارتفاع الأسعار وازدحام الأسواق مع بداية شهر رمضان المبارك وقد تسببت أزمة نقص السيولة بالمصرف المركزي في تأخير صرف المرتبات}.
استطلاع: كوثر ابونوارة