مِن أرشيف رسائلــي !! أبيات للرَّاحـل سيف النَّصر عبْدالجليل

مِن أرشيف رسائلــي !! أبيات للرَّاحـل سيف النَّصر عبْدالجليل

  • شُكْري السنكي الخميس 4 يوليو 2019م

الرَّاحل سيف النَّصر عبْدالجليل سيف النَّصر بِن سيف النّصر بِن غيث بِن سيف النّصر الوزير والشّاعر والمُثقف والقارئ الجيد للتاريخ.. المولود سنة 1926م، والمتوفي بـ«مستشفى العاصمة» بالمهندسين فِي مِصْر، الخميس ليلاً يوم 29 رمضان 1439 هجري الموافق 14 يونيو 2018م. 
صاحب العقل العامر والتاريخ العائلي الضارب فِي أعماق التاريخ.. المنصت باهتمام لما يقوله الآخر وصاحب الرَّأي والنظرة البعيدة.. شديد التواضع والبساطة والأدب وديعاً مبتسماً بشوشاً وكأنه شخص عادي وليس أحد أبرز الشخصيّات الِلّيبيّة ومِن أهم العارفين بشئون التاريخ الِلّيبيّ وأحد المساهمين فِي بناء دولة ليبّيا الحديثة، حيث شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لولايّة فزَّان ونائب الوالي فِي عهد ولايّة السِّيّد أحمَد سيف النّصــر، ثمّ كان وزيراً للدَّفاع فِي مرحلــة لاحقة. 
كان صديقاً مقرباً جدَّاً لعمّي المرحوم عبدالله علي السنكي (1906م – 4 أبريل 1989م) ولابنه فتحي أطال الله فِي عمره ومتعه بالصِحّةِ، وقد تعرفت عليه لأوَّل مرَّة فِي الثمانينات حينما زرت عمّي وابنه فِي القاهرة، حيث كان يقيم السّيِّد سيف النَّصر عبْدالجليل وعمّي عبدالله وفتحي ابن عمّي وأسرته، وربطتني به علاقة صداقة قويّة وتواصل مستمر منذ أن أقمت فِي القاهرة في بداية صيف 2001م، كمَا ربطتني علاقة طيّبة وصحبة جميلة بنجله الشّاعر الشّعبي الأسطورة عبْدالجليل سيف النَّصر (1949م – 8 سبتمبر 2011م). وتطورت علاقتي بالرَّاحل سيف النَّصر عبْدالجليل الّذِي كنت اعتبره في مقام الوالد والعم، مع اهتمامي بتدوين الموروث الشّعبي والتاريخي، حيث كان أحد المهتمين ممَنْ جلست معهم واستفدت منهم. وقد سجلت منه بعض حوادث التاريخ وخصني ببعض الصور النادرة والوثائق الّتي نشرتها فِي العديد من مقالاتي ودراساتي. 
سمعت منه العديد مِن القصائد الشعبيّة الّتي نظمها فِي فترات متباينة، ودونت بعضها ولكنها ضاعت بعْد يومين مِن إندلاع ثورة 25 يناير فِي مِصْر وتحديداً في يوم الجمعة الموافق 28 يناير 2011م، حيث أقتحم مئات مِن البلطجية عمارة أركاديا بكورنيش النيل مقر سكني فنهبوها وأحرقوا عدداً من شققها، وقد دخلوا شقتي فسرقوا كلِّ مَا بها وأضرموا النَّار فيما تبقى منها لتلتهم النَّار كل الأوراق والوثائق الرسميّة لشخصي وعائلتي، ثمّ تتصاعد ألسنة اللهب فتقضي على مكتبتي الّتي ضمّت وثائق وصور نادرة، وبعض مَا دونته عَن شهود الاعيان، وكتب مهمّة عَن ليبَيا وتاريخها جمعتها في أكثر من عشرين عاماً. 
كتب الفقيد العديد من القصائد الشّعبيّة الرَّائعة، الّتي ضاعت أو لم يدونها مَنْ يحفظونها بعد. أرسل ليّ عمّي سيف الأبيات أسفل الصفحة فِي صيف 2013م وقال أنه كتبها منذ عامين مضت. أبيات جميلة أردت اطلاعكم عليها وتدوينها للحفاظ عليها مِن الضياع. وجاءت الأبيات المرسلة كمَا يلي:

فيه ناس تلقي ناس تنطاعلها *** وفيه ناس في حالة جفا من هلها 
فيه ناس يثمر فيها *** وفيه ناس نكران الجميل عليها 
وفيه ناس حتي الساهله تكفيها 
وفيه ناس ديمه واتيات اسبلها 
حقوده وقوة حقدها عاميها 
ونسيت ايّام الدار فيها هلها 
كانت ونس للي غريب ايجيها 
وفكاكة وحل للموثقات عقلها 
ولكن بعد دار الزمان عليها *** راحت وراحت ليبيا باكملها 
رحم الله العم سيف النَّصر عبْدالجليل، فقد كان سياسياً على درجة عاليّة مِن الوطنيّة، ومثقفاً منفتحاً على كل الثقافات، وشاعراً متمكناً في أدواته التعبيريّة، وقدم لنا مثالاً للسّياسي الّذِي قدَّم لوطنه الكثير وكان الوطن يسكن بداخله، والمدرك تماماً بما حل بوطنه من نكبات، وويلات، ومآسي، وقد كانت بعض قصائده تتغنى بالوطن بألم وحسرة وحزن متمنياً أن يراه كمَا حلم به هُو وأبناء جيله قبل أن يقلب الانقلاب حيَاة الِلّيبيّين رأساً على عقب. 
رحمه الله وجعل الجنّـة مستقره ومثــواه.


معالي وزير الدّفاع السّابق الرَّاحل سيف النَّصـر عبدالجليل – طيّب الله ثراه .

الأستاذ ياسين بوسيف ياسين وبجانبه معالي وزير الدّفاع السّابق الرَّاحل سيف النَّصـر عبدالجليل – طيّب الله ثراه – ويظهر واقفاً بينهما صديقهما ابن عمّي فتحــي عبدالله السنكي

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :