- سليمة محمد بن حمادي
من بعد طول تردد تعدى السبعة عشرعامآ قررت زيارة سيادة الدكتور ( رئيس مجلس الإدارة ) بمؤسسه حيوية جدآ من مؤسسات المدينة .. المدينة التي كانت شاهد عيان على تفاصيل قصة حب جمعت بين سيادته وبين ابنة الجيران تلك ( اللطيمة) التي فاقت على الدنيا لم تجد أنفاس أمها بجوارها ولم يألف لسانها على نطق كلمة ( ماما أو أمي) أسوة بإخوانها وأخواتها من أبيها عندما ينادون زوجة أبيها التي هي والدتهم ، وغاب عنها سبب لما لا تواصل مع الركب في استخدام ذات اللقب مع زوجة والدها واكتفت رفقة شقيقها وشقيقاتها الأربعة باستخدام اسم زوجة والدهم مجردا…. حاول بكل ما أوتي من قوة والدها سد فجوة والدتهم بأن يكون لهم الأب والأم وحاولت زوجته أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه..ولكن لا أحد يحل مكان أحد فالعمليه قدرات.. توسمت صاحبتنا في (ابن الجيران ) بكلامه المعسول ووعوده الحالمة و الذي ترحل بخيالها بعيدآ عن واقع مقيت فارس الأحلام الذي سيأخذها على صهوة جواده و يرحل بها هناك حيث السعادة والهناء طول العمر.. وتتالت الأيام لتصبح شهورا وتسحب وراءها السنين تلو السنين ترجل صاحبنا من الثانوية العامة إلى الجامعة ومن ثم تخرج ليستأنف مع الدراسات العليا أحلامه الخاصة به ( فصاحبنا طموح ابسلامته) وصاحبتنا لا تملك إلا تصديق كلامه لأن الحب أعمى كما يقولون .. .. واكتشفت بهلع أن ثمرة ذلك الحب تنبض في أحشائها.. وعندما تأكدت من الأمر وصارحته اختفى ابن الجيران (فص ملح و ذاب)..وأنكر الأمر كليآ بناءً على تعليمات أصدرت إليه فلا يليق بعائلتهم الموقرة نسب هذه العائلة المتواضعة ضاربين عرض الحائط ما ترتب على استهتار ابنهم بأعراض بنات الناس علقت أملها على من اعتقدت أنه على دراية من أمرهما وكانت تعتقد أن طوق النجاة بيده ويستطيع نشلها لأنه شاهد على قصتهما فابتعد واستنكر عليها ذلك فالأمر محكم وزمام الأمور في يد ظالم لا يدرك الخوف من الله عز وجل توفي والدها ذلك الرجل الطيب عزيز النفس العصامي إثر الصدمة بعدما أنجبت طفلتها التي أودعت في دور الرعاية (الملجأ) ..وأذاقتها الأيام ويلات العقاب حتى أنها ظنت أن الله سبحانه وتعالى لن يعاقبها ثانية لأنها لاقت كل صنوف العقاب حرمت من الأب وطردت من بيته وذلت وأهينت وتقاذفتها الأيام واستقر بها المقام خارج الوطن بعدما تزوجت برجل من غير جنسيتها لا يعرف شيئآ عن قصتها . وها هي الأيام تدور وكبرت طفلتها وهي في آخر سنة من تخصص دقيق ولم ينسها الله عز وجل من نصيب يليق بها أولى صفاته يخاف الله وخريج و ذو خلق . ونتيجة علاقتها الطيبة بها و بإدارة دور الرعاية وقناعتها التامة أنه لا يوجد إنسان سيئ على طول وأن داخل كل منا ضمير وإن غفل أو نام نومآ عميقآ سيأتي يوم و يستيقظ.