- عمر علي ابوسعدة
أن لم أكن _متفائل_ ؟ إن مبادرتي ( السراج-عقيلة ) قطبي النزاع الليبي ، على السلطة – نفهم إن المبادرتين توأم متماثل من حيث المحتوى والتوقيت ، بما يشي أن صانع المبادرتين واحد عند المباركة الفورية لكبار أهم اطراف الصراع الخارجي – نعم يوجد تباين طفيف للتمييز في التفاصيل الصغيرة التي تكمن فيها الشياطين الكبيرة ، بسبب أزمة الثقة بين الطرفين وسوء ظن عريض متبادل وغياب للإرادة الوطنية والسياسية – لكن من الثابت على ضوء المبادرتين ، حدث تقارب ايجابي حميد قد يكون مشعل نعبر به نفق الازمة المظلم ، فمن المؤكد أن الشعب الليبي تعثر لكن مؤمن لن يسقط قط .كل المعطيات تؤكد قرب بدأ حوار سياسي لقطبي الصراع الليبي ، المختزل بشرق البلاد وغربها في ظل مرحلة تسودها المناطقية العمياء والقبائلية الصماء ، فمن البديهي في هكذا بيئة ومناخ سياسي أن يتمترس كل طرف في الصراع خلف مشروعه ومصالحه ويتمسك بمقدار حظه من السلطة والثروة دون ان يكترث لغيره ، فمن الراجح أن تتركز جل القسمة شرقاً وغرباً – أما الجنوب فمنقسم أمنياً وسياسياً بين قطبي النزاع ، وآمل أن لا تتحول فزان لحديقة خلفية لتصفية خواتيم النزاع .لذلك حق على ممثلي فزان المختارين من البعثة الأممية للحوار السياسي ( بجنيف ) والذي سيتنزل ( ليبي ليبي ) عليهم في هكذا ظروف أن يأتوا على كلمة سواء لينؤا بفزان عن حالة الاستقطاب الحاد من طرفي الازمة وان يتوافقوا على مشروع وطني يشاركهم فيه نخب فزان أكاديميين وخبراء وسياسيين ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني وهذا متاح وممكن ، وان ندرك أن مبادرتي السراج وعقيلة هي اسهام خارجي وبداية للحل وليست نهاية الازمة ، وإن على النخب المختارة لطاولة التفاوض إن تدرك أن هناك كثير من العمل لم ينجز في المصالحة الوطنية والسلم الأهلي ورتق النسيج الاجتماعي وفي شكل وتكوين الدولة القادمة وفي استرداد القرار السيادي الوطني المختطف من دول وأمم أخرى ، أعتقد إذا حملنا هذا المحتوى للتفاوض سيكون قد قدمنا لهذا البلد وفزان عمل لا يضاهيه عمل. حفظ الله ليبيا.