- عمر علي ابوسعدة :: سبها :: ليبيا
تفائل كُثر .. عندما لوح السراج باستقالته في نهاية اكتوبر 2020م كما وعد … فسلط بذلك ضوء خافض بنفق الازمة المظلم ، قد يهدي بقية طرفي النزاع بالبرلمان والأعلى للدولة واعوانهم ، أن يحذو حذو رئيس الوزراء الشجاع ويقدموا استقالتهم جميعاً ويتركوا الشعب الليبي يخطو نحو بدايات ونهايات الحل السليم لأزمته المزمنة ، المصنوعة من سياسات هذه النخب التي لم تنجز أي عمل فيه خير لهذا البلد وأهله .
فكيف يستقيم بلد ويستقر تقوده طبقة سياسية ينطبق عليها قوله تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ) ” 18 البقرة ” – لم يقدموا لشعبهم ألا الاحباط العريض وخطاب الكراهية والسحل وشظف العيش وهدر موارد البلد وانسانه .
أزمة فرقت دم الليبيين وكرامتهم بين عواصم الدنيا ومنتجعاتها ، وآخرها وثيقة اتفاق طرفي النزاع في ( ابوزنيقة المغربية ) تُتيح تعديل المادة 15 باتفاق الصخيرات بمعايير تسمح بتقاسم المناصب السيادية السبعة مناطقياً بين أقاليم البلاد الثلاث على أن يتم التوقيع النهائي على وثيقة القسمة بعد الرجوع للديار والتشاور ، هذا كل ما في الأمر وما أنجز … فلم أدرك معنى مفردة مناصب سيادية ، فهذه الطبقة السياسية لا تملك سيادة وطنية حتى تقسمها علينا ؟؟! فقد سلمت سيادة البلد الوطنية زاعنة لغيرها مختارة لذاتها ، فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه !! وكيف لنا أن نعول ونثق في نخب سياسية تحكمنا بأمر الواقع في أن تحقق اتفاق سياسي ينهي الازمة ، وهي منقسمة في داخلها ومنكبة على ذاتها ، فحجبت عنا سماء ليبيا الصافية بالأكاذيب والاوهام ، وسوقت لنا بضاعة كاسدة بأن مجرد جلوس هذه النخب السياسية وحديثهم مع بعضهم البعض بقضية بحجم الازمة الليبية الوجودية هو أنجاز وعمل عظيم ، لكن هذا عمل سياسي متفق عليه لذر الرماد في العيون وليُداروا سوءتهم وخوفهم من حوار جنيف القادم المرتقب المتوقع فيه حسم قضايا مفصلية بملف الازمة الليبية ، قطعاً قد تكون في غير مصلحة هذه النُخب السياسية الفاشلة .
خلاصة قولي : هل ادركت هذه الطبقة السياسية الحاكمة المنقسمة ، أن السواد الاعظم من الشعب الليبي لا يطمح في تجميد النزاع على السلطة باتفاق سياسي لأنه غير متأكد ان يثبت أو يسقط كسابقيه ، إنما يتطلع لمصالحة وطنية ( أمنية-سياسية-اجتماعية ) لا تقصي أحد تخلق حالة من السلام المستدام ينهي الحروب والاحزان للأبد ويزيل كل هذه النخب السياسية الفاشلة .