- فسانيا :: عادل الشتيوي
بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد ، كانت الأسابيع القليلة الماضية كفيلة بمنح ملاعب واستادات بطولة كأس العالم 2022 في قطر شهادة نجاح جديدة من خلال فعاليات بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم. وفي وقت سابق من الشهر الحالي ، اختتمت فعاليات دوري أبطال آسيا لمنطقة غرب القارة ، والتي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة على مدار ثلاثة أسابيع ، وفاز بيرسيبوليس الإيراني ببطاقة تمثيل غرب القارة في النهائي الأسيوي. ونالت الاستادات التي شاركت في استضافة هذه الفعاليات إشادة بالغة من المشاركين وكذلك من مسؤولي الاتحاد الأسيوي للعبة كما حظي المسؤولون عن التنظيم في قطر بعبارات الثناء والشكر لتوفير الإمكانيات الكبيرة لاستضافة هذه الفعاليات بمشاركة العديد من الفرق في فترة زمنية قصيرة تلاحقت فيها المباريات وسط ظروف صعبة بسبب أزمة “كورونا” والإجراءات الاحترازية والوقائية المشددة والمطبقة للحد من تفشي الإصابات بفيروس “كورونا” بشكل أكبر.
ولكن هذه الإشادة لم تكن المكسب الوحيد الذي ناله المنظمون في قطر أو فازت به الاستادات المضيفة ومن بينها ثلاثة من استادات مونديال 2022 في قطر حيث قدم الاتحاد الأسيوي للعبة برهانا واضحا على نجاح التجربة في قطر ومنح الدوحة حق استضافة نفس الفعاليات في دوري أبطال آسيا على مستوى شرق القارة أيضا وذلك خلال الفترة المقبلة. وأعلن الاتحاد القطري لكرة القدم موافقته على استضافة المباريات المتبقية لمنافسات دوري أبطال آسيا لكرة القدم 2020 لأندية شرق القارة ، بمشاركة 16 فريقا من ست دول هي الصين وكوريا الجنوبية وأستراليا واليابان وماليزيا وتايلاند ، للفوز بمقعد منطقة الشرق لمواجهة بطل غرب القارة في نهائي البطولة الأعرق على مستوى الأندية الآسيوية في 19/ديسمبر المقبل. وطلب الاتحاد الآسيوي من القطري استضافة مباريات أندية شرق القارة بعد النجاح الكبير الذي حققته الدوحة في تنظيم منافسات دوري أبطال آسيا لغرب القارة من 14 سبتمبر الماضي إلى الثالث من أكتوبر الجاري.
وجاءت موافقة قطر على استضافة مباريات منطقة الشرق لمساعدة الاتحاد الآسيوي على إتمام منافسات البطولة القارية وفق الجدول الزمني المقرر لاستئناف المنافسات بعد تعليق النشاط الكروي في مارس الماضي بسبب التطورات التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم. وتقام مباريات دوري الأبطال على مستوى منطقة شرق القارة في أربعة استادات خلال الفترة من 18 /نوفمبر إلى 13 /ديسمبر المقبلين وسط تدابير احترازية صارمة لضمان صحة وسلامة اللاعبين والإداريين وأعضاء اللجنة المحلية المنظمة. وقال منصور الأنصاري الأمين العام للاتحاد القطري للعبة : “سعداء بقدرتنا على توفير أجواء آمنة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم لإتمام بطولة دوري أبطال آسيا ، ونتطلع لاستقبال نخبة من أندية شرق آسيا في الشهرين المقبلين. وتأتي جهود قطر انطلاقا من إدراكها لأهمية كرة القدم للقارة الآسيوية ، ونفخر بامتلاك بنية تحتية رياضية عالمية المستوى”. وتشارك في منافسات دوري أبطال آسيا لمنطقة شرق القارة أربعة أندية من كل من الصين وكوريا الجنوبية، إضافة إلى ثلاثة أندية من كل من أستراليا واليابان ، وفريق واحد من ماليزيا ، وآخر من تايلاند.
وعلى مدار الأسابيع الثلاثة التي أقيمت فيها منافسات البطولة على مستوى غرب القارة ، كانت ثلاثة من استادات المونديال القطري إلى جانب عدد من ملاعب التدريب في اختبار مهم للغاية يمثل استعدادا جيدا لبطولة كأس العالم لاسيما مع ضغط وتوالي المباريات وما يمثله من فرصة لكشف أي إيجابيات وسلبيات والاستفادة منها في طريق الاستعداد للمونديال. وخلال هذه الأسابيع الثلاثة ، شاركت ثلاثة من استادات المونديال هي استادات الجنوب وخليفة الدولي والمدينة التعليمية في استضافة العدد الأكبر من مباريات هذه الدورة المجمعة التي شهدت 35 مباراة. وأقيمت عشر مباريات على استاد الجنوب كما استضاف استاد المدينة التعليمية عددا مماثلا فيما استضاف استاد “خليفة الدولي” أربع مباريات وكان مرشحا لاستضافة عدد أكبر من المباريات لولا انسحاب فريق الوحدة الإماراتي من هذه الدورة المجمعة. وفي المقابل ، استضاف استاد “جاسم بن حمد” بنادي السد المباريات ال11 الباقية في هذه الدورة المجمعة علما بأنه ليس من الاستادات الثمانية المضيفة لمونديال 2022 .
وأشاد الاتحاد الأسيوي بقدرة قطر على استضافة بطولة في حجم دوري أبطال آسيا في مثل هذه الظروف الصعبة المتمثلة في استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد. وخلال ندوة عبر الانترنت بشأن “استضافة الأحداث الرياضة في زمن كورونا” ، قال أفازبيك برديكلوف نائب مدير قسم المسابقات وفعاليات كرة القدم بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم أنه تم تطبيق معايير مشددة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا بين اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والمنتسبين خلال فعاليات البطولة ونجحت قطر بشكل كبير جدا في تطبيق هذه المعايير.
وأكد برديكلوف أن الاتحاد الأسيوي بالتعاون مع دولة قطر قاما بمهمة رائعة تمثلت في جمع 16 فريقا في الدوحة في هذه الفترة العصيبة. وأشار إلى أن كل الأمور سارت بشكل رائع سواء على مستوى استقبال بعثات الفرق مرورا بتسكينهم في الفنادق وصولا إلى انتقالات الفرق بين الفنادق وملاعب التدريب أو ملاعب المباريات. وأكد برديكلوف أن “قطر دائما تكون عند حسن ظننا كلما لجأنا إليها ، وهو ما دفعنا دون تردد لاختيارها من أجل استضافة البطولة القارية”. وأوضح أن قطر أثبتت أنها جديرة باستضافة مونديال 2022 من خلال كل الإمكانيات التي أظهرتها خلال النسخة الحالية لدوري الأبطال وأن الاتحاد الأسيوي يراقب استعدادات الدوحة عن كثب وحتى الآن لا توجد أي جوانب سلبية.
كما أكد وليد عباس لاعب فريق شباب الأهلي دبي الإماراتي لكرة القدم على جاهزية قطر الكبيرة لتنظيم مونديال 2022 بشكل رائع واحترافية كبيرة. وقال اللاعب الإماراتي خلال مؤتمر صحفي قبل إحدى مباريات فريقه في هذه الدورة المجمعة إن استادات قطر جاهزة لاستضافة مونديال 2022 لأنها متطورة من الناحية العمرانية ، وتصاميمها عصرية ، بشكل يؤكد جاهزيتهم لاستضافة الحدث الكبير.
واتفق مدرب الفريق جيرارد زاراجوسا مع وليد عباس حيث أكد أيضا خلال المؤتمر الصحفي أن الملاعب في قطر استثنائية ومميزة وجاهزة لاستضافة مباريات مونديال 2022 . وقال جيرارد إن اللعب في هذا النوع من الملاعب يساعد على التطور، وأن هذه الاستادات جاهزة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم الذي يقام في قطر 2022 . وكان استاد “خليفة الدولي” أعيد افتتاحه في منتصف 2017 بعد خضوعه لعملية تطوير وتحديث شاملة ليكون ضمن الاستادات المضيفة لمونديال 2022 كما افتتح استاد الجنوب في الوكرة في منتصف 2019 وكان استاد “المدينة التعليمية” جاهزا للافتتاح في نهاية 2019 ولكنه تأجل إلى العام الحالي لاستيفاء عدد من الشهادات قبل الافتتاح الرسمي. ووجد استاد “المدينة التعليمية” أول فرصة حقيقية للاختبار والتجربة من خلال دوري أبطال آسيا في الدوحة ليصبح الاستاد جاهزا لاستضافة العديد من البطولات في المستقبل ضمن استعدادات قطر للمونديال.