د. اسامه عبدالنور
المدينة: ارتبطت المدن بالإنفتاح الأفقي واتساع المدارك المعرفية وجمهرة الصوت وجودة التفكير ولمعة الذات واختزال الصح وتدنيس فكر البدونة. يأتي هذا على حساب بعض الفضائل في التعامل بشكل عام.. ساكن المدينة ( الزنيللو ): غالباً ما يكون متعاطياً مع بيئته بكيمياء مدنية غير مرئية تنتج منه قالباً مرناً يقبل كل جديد، شرهاً لكل جديد، مواكباً العجلة التقدمية وذائباً في نظم الفكر الحر وساخراً من ثنائية العقد الخشبية (البداوة والقبيلة).
القرية : إقترن ذكر القُرى والأرياف (بالنمطية الحياتية) ومحدودية الأفق، وتسطيح الفكر ، والرتابة المنتظمة والنمطية السلوكية واللاّمبالاة لما يدور في هذا الفلك..ولكنها ترى في ذاتها أنها المكان الوحيد الذي تُولد منه الخِصال والنُبل الحميدة.
ساكن القرية ( الشلافطي) : لا يكثرت بدوان عجلة الحياة ، يعيش التكرار بهدوء ، فهو لا يغير ماركة ملابسه ، ولا تعنيه الموضى وصخبها ،ولا تلتفت لمنتجات ماكدونالز أو شطحات عطور دولتشي قاباناولا مقدرة لدية للخيال العلمي ، ولا يجرؤ حتى بتغييرطريق ذهابه للمرعى ..!
#لكل قاعدة شواذ / #أحدهم هو من سكان المدينة ويعيش بفكر محدود في وسط مؤطر ، منغمس ،يرى في التفكير خارج الصندوق جناية…لم يستفد من عطاء المدينة، ولا المدينة استطاعت تجريده من ملابس الفكر الضيق ، يعيش على هامش المدينة حتى ينتهي.. #وآخر هو من سكان الريف ويعيش بوسط منفتح ومتطلع على كل ما يدور بالمدن.شغوف بالمد التنويري رغم إجحاف الريف، متعطش لكل رؤى المدن وأفقية تفكيرها، يتجدد كل صباح مع صخب المدينة ملتقطاً الحداثة في شمس النهار وحتى مغيبها..
نجوم ولدتها القرى/ الأديب الكبير إبراهيم الكوني إبن واحة غدامس بأقصى الجنوب ..عانقت كتاباته العالمية وترجمت كتبه لعدة لغات وحاز على جوائز دولية الشاعر الكبير أحمد رفيق المهدوي/ إبن بلدة فساطو (بجادو) كتب من القصائد الشعرية الكثير وألف دواوين كثيرة وأشار إليه الكثير من شعراء العرب .. كوكب الشرق أم كلثوم/ إبنة طماي السنبلاويين بمصر..تخطى صوتها العالمية بمساحة صوت لامثيل لها حتى هذه اللحظة.. الخلاصة/ ليس كل من سكن المدينة – مدني الفكر. وليس كل من سكن القرى – شلافطي !!