- سالم البرغوثي
سأعترف وأنا الرجل الشرقي الذي يتمدد وينام بعد وجبة دسمة ويصدر اصواتا مزعجة بأنني أحبك طالما تقومين بإعداد الطعام وغسل الثياب والانجاب وأحبك أكثر لو احييت سنة غسل القدمين عند عودتي من غزوة مع إمرأة أخرى في الحي المجاور.سأعترف لك بأن حبي متقطّع يرتفع وينخفض.يزيد وينقص يتكّور ويتمدد .ينحني وينتصب كتلك الالة التي تدل على رجولتي.سأعترف لك بأنني عندما جلبت المائة ناقة ليس حبا بل رغبة في إمتلاكك ونكاية في قبيلتيسأعترف لك بأنني أحب المرأة المتحررة من كل القيود شرط أن لا تكون زوجتي.فتلك مسألة تدخل فيها حسابات كثيرة ليس أخرها قناعاتي بأن القيود هي رقمي الوطني.سأعترف بأن قصائدي وأشعاري ليست هي الحقيقة التي أعيشها فما أنا إلا بدوي عشت طفولة معقدة وعندما كبرت وجدت نفسي مجبرا على تقّمص دور العاشق لكي اقنعك بأنني متحضر وأن حذائي باهض الثمن ورائحة عطري تجلب الأرواح الشريرة.سأعترف لك بأن في قريتنا البعيدة مازالت المرأة تعيش في أسوأ الظروف وأنا مازلت رهين قريتي وعاداتها وحتى ظلمها واعتدائها على القرى المجاورة .هذا أنا لست إلا مجرد حجر أبكم في قريتي لن اتغير وحتى لو حاولت سأتهم بأن المدينة جلبت لي العار ونزعت رجولتي.