محمد فتحي عبدالعال
نعود لموضوعنا وتقرير الدكتور فخري الذي قسم العاهرات إلى عاهرات أجنبيات من الدرجة الأولى وصفهن بالأفعى صاحبة الصولجان فهن في حمى قناصل بلادهن مما يجعلهن بمفازة عن الكشف الصحي الرسمي والاستعاضة عن ذلك بشهادة من طبيب خاص ترسلها كل فترة وقد لا ترسلها وتكتفي الداخلية والصحة بشكوى لقنصلها عن تقصير العاهرة في إرسال الشهادة في موعدها !! يعتبر الدكتور فخري هذا النوع من العاهرات الأخطر في مصر لأنه خارج الإطار التنظيمي والرقابة ولا توجد بيانات كافية ودقيقة عن تعدادهن والذي تؤكد الشواهد وقتها أنه كان في اضطراد مستمر خاصة مع إغلاق الشرطة العسكرية لكثير من أوكارهن الرسمية فتحولن إلى الممارسة غير النظامية.
أما العاهرات الوطنيات (يقصد المصريات ) فيبشرنا الدكتور فخري بأنهن على العهد بهن بعيدات بحكم العفاف الشرقي والتقاليد الاجتماعية والدين وكأن الدكتور فخري لا يريد الاصطدام أكثر مع المجتمع وهو يفضح دهاليزه فوضع هذه الأسباب في المقدمة لكنه ترك للقارىء اللبيب أن يستشف من بين ثنايا السطور أسبابا أخرى لعدم ارتفاع نسبة الوطنيات في الدعارة من بينها عدم الإلمام باللغة الإنجليزية مما يجعل من الصعوبة بمكان عقد هذه الصفقات المحرمة مع جنود الاحتلال علاوة على انصراف الشبيبة (الشباب المصريين )عن المصريات لافتقارهن للجمال مقارنة بالأجنبيات الساحرات .
يستعرض الدكتور فخري أماكن البغاء التي تتركز في المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية والزقازيق والمنصورة ما بين بنسيونات مراقبة وأخرى غير مراقبة و ما أسماه بالمودة (يقصد الموضة ) الجديدة في وجود ما يسمى بمحل خاص للتسلي وهو شقة خاصة تستقبل فيها السيدة زبائنها ومحل نصف خاص للتسلي وبه عدد من السيدات مشتركات في مصاريف الشقة وتتمتع كل واحدة منهن بخصوصيتها مع عشاقها وإيرادها الشخصي . أما عن أماكن فحص سيدات البغاء فبحسب الدكتور فخري ثلاثة أماكن :مكتب درب النوبي -مكتب العباسية -مكتب السيدة زينب ويرصد لنا من داخل هذه الأماكن صورة طبق الأصل للكشف الطبي الذي يجري اليوم على مرضى العيادات الخارجية بشكل عام .فالكشف للمئات من العاهرات لا يستغرق الأربعين دقيقة في أحسن الأحوال فالأطباء في عجلة من أمرهم ولا يتم الكشف على جسم المرأة من الخارج ولا فتحة الشرج ولا أخذ عينات دم ولا فحص أي سائل أو افرازات