وقعت في الأيام القليلة الماضية الشاعرة والصحافية والروائية الثريا رمضان رواية «ريح الصبا».. الصادرة عن دار «فضاءات» الأردنية وذلك في بيت الرواية حيث قدمت الأمسية الروائية هيام الفرشيشي بحضور مدير بيت الرواية الأستاذ الأسعد بن حسين ومراسلة صحيفة فسانيا الشاعرة نيفين الهوني والشاعر الليبي سالم العالم و د. حامد الحاجي ولفيف من الروائيين والأدباء والشعراء والمتذوقين للأدب. وتتحدث الرواية عن ثورة امرأة من خلال ثورة وطن، والعكس صحيح. خلال فترة «الثورة التونسية»، ومع غليان البلاد، كانت صبا تغلي كبركان ظلّ سنوات ينتظر الانفجار.
أُسقِط النظام فأسقطت صبا السقف على بيتها وطلّقت زوجها إثر خروجها من تلك التجربة الزوجية الفاشلة، حاولت التمرّد على واقعها وعلى الرجل بشكل عام والانعتاق من قيود المجتمع، لتجد نفسها دون قصد مكبّلة بقيود رجل متزوج عرفته في أزقة إيطاليا في رحلة كانت بداية لدورة حياتية جديدة.
هي امرأة من ماء، تغتسل بالحب صباحا مساء في علاقة غير شرعية، حاولت جاهدة أن تقنع نفسها بشرعيّتها وأن تبرّر أخطاء عشيقها المتتالية وخذلانه الدائم لها. الرجل الذي قضى معها سنوات بين مدّ وجزر، إلى أن دمّر ما تبقّى لديها من أحاسيس وصنع منها امرأة باردة من رخام، لولا أرضها الخصبة التي التقطت الحياة في آخر لحظة لتفرّ بها بعيدا عن ماضيها».. أنا امرأة عارية من الخطايا.
الروائية والصحافية والشاعرة الثريا رمضان
قدمت الرواية في جو حميمي محاطة بالصديقات والأصدقاء من مثقفين ومبدعين، ودار نقاش ثري حول ما تحمله الرواية من مضامين تخص المجتمع والمرأة. وأخذنا النقاش إلى ثنايا أخرى تخص المجتمع التونسي اليوم وما يعرفه من تحولات مع تقديم الأستاذة هيام فرشيشي العميق للرواية، قدم أيضا د. حامد الحاجي رؤيته النقدية الخاصة بشكل مختصر وعميق أيضا فرواية ريح الصبا هي ثالث مولود لي بعد ديوان شعر «عارية أنام والخطايا» وقصة «غدا يشرق النيرز».
هذه الرواية هي عبارة عن اختلاجات امرأة تونسية قررت أن تتمرد على وضعها الأسري وتثور على الضيم. الغليان الشعبي الذي حصل في تونس شجعها أكثر فكانت ثورة داخل ثورة.
حاولت من خلال ريح الصبا أن أعبر عن هموم المرأة التونسية عاطفيا واجتماعيا وحتى سياسيا.
امرأة اخترقت كل الحدود المجتمعية فقط لأنها أحبت.. في نهاية الأمر صورة للمرأة القوية المتحدية لكل شيء، وكيف عاشت الحب وتداعياته على حياتها من خلال إطار زماني ومكاني تاريخي في تونس وهو سنوات ما بعد 14 جانفي وما خلفته الثورة إن صحّت تسميتها هكذا، في البلاد ونحن بحاجة إلى مثل هذه التجمّعات الثقافية التي ترقى بالفكر والأدب وتدخل به مسارب أخرى تفتح المجال لأفكار جديدة ننهل منها للكتابة والإضافة.
تونس مازالت بخير ما دمنا مازلنا قادرين على الاحتفاء بالكتاب
ويقول الناشر والروائي والشاعر جهاد أبو حشيش مدير عام دار فضاءات عن الرواية: في ريح الصبا، تحاول الثريا رمضان تعرية العقل الجمعي ونظرته الدونية للمرأة، بما فيه تلك الشرائح السياسية التي تدعي إيمانها بالحرية وبحق المرأة في الحياة والجسد كطريق لتحقيق كينونتها الإنسانية في ظل مجتمع يمنح الجميع حق انتهاكها والحكم عليها إلا هي.
ما تحاول الثريا أن تقوله منذ الكلمات الأولى للمدخل هي رغبتها في الرقص كمعادل للثورة، فالثورة التي لا تمنحها حرية الرقص ليست ثورتها، إنها ثورة من قفزوا إلى الكراسي وتركوا الإنسان غارقا فيما كان من محسوبيات وواسطات وتخلف، ولم ينتبهوا أنّ الثورة إذا لم يصاحبها زلزال في العلاقات الإنسانية، فلن ترقى إلى كونها ثورة قادرة على تحرير الإنسان من تبعات التركة القديمة، فصبا معادل موضوعي لتونس التي تنتهك منذ سنواتها الأربعة الأولى، ثم تستمر محاسبتها على ما ليس لها به ذنب، إلى أن تقرر الثورة والانتقام من السائد في محاولة لخلخلته من خلال جسدها وأحقيتها فيه.