منذ أيام كنا نستقبل الشهر الكريم ونستعد له ونتهيأ لاستقبال نفحات الرحمن لنا..
وها نحن نودعه وقد انتهى الشهر ، ومع انقضاء هذا الشهر العظيم يتبادر إلى الذهن ماذا بعد رمضان..
فنحن جميعًا في حاجة إلى أن يستمر حالنا هذا طوال العام على نفس النهج الذي كنا عليه في رمضان ولئن كان شهر رمضان المبارك قد انتهى، فإن عمل المسلم لا ينتهي إلا بمفارقة روحه بدنه..
قال – عز وجل – لنبيه – صلى الله عليه وسلم -: “واعبد ربك حتى يأتيك اليقين” وقال – سبحانه – قبل عن عيسى – عليه السلام -: “وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً“..
وذكر لبعض السلف أناسا يجتهدون في رمضان، ثم يتركون ذلك بعده، فقال: بئس القوم لا يعرفون الله – تعالى -إلا في رمضان!!
لقد انقضى شهر رمضان بأيامه ولياليه ودقائقه وثوانيه، ولئن كان ذلك الشهر موسماً عظيماً من مواسم الخير والطاعة فإن الزمان كله فرصة للخير والتزود للدار الآخرة، وليست العبادة خاصة بشهر رمضان بل الحياة كلها عبادة قال الله – تعالى-: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [الحجر:99.
ولا تنس صيام ستة أيام من شوال فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ -رَضِي اللَّه عَنْه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْـبَعَهُ سِتّاََ مِنْ شَوَّال ِ كَانَ كَصِيَام ِ الدَّهْر”. صحيح مسلم..
الله تعالى أسال أن يتقبل منا ما كان من صيام وقيام وركوع وسجود ودعاء وذكر وقراءة للقرآن..
وأعاد علينا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة..
واجعلنا من الذين أعتقتهم من النيران في شهر رمضان..تقبل الله من الجميع صالح الأعمال، وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين