جلال حمودي من تونس
لأنَّ هواءً باردًا قالَ: يا نَبيُّ ..
دمع اليتَامى في صعودٍ إلى الرَبِّ
أهرِّب في قلبي بلادًا يتيمةً
وأحفرُ في ضِلعي بيوتًا من الحبِّ
وأطعمُ من روحي حمامًا مهاجرًا
يَحنُّ إلى دفءِ المنازِلِ والسِربِ
وأسألٌ سربَ الطيرِ سرّا وجهرًا
هل رَأيتمْ صبيًا هارِبًا من فَمِ الذئبِ ؟
وكانَ حمام الله ينكرُ أنّهُ
رآك بعيدًا عن دياركَ أو قربي
فأزدادُ حزنًا،كيف أكتمُ صرختي
ويسري العَمى نحوي و يدنو من الهذبِ
أشمُّ بهذا الأُفْقِ ريحكَ يُوسفَا
ولكن سماءً جرّحت بالعُوا.. قلبي
أنا ذئبُ هذي الأرضِ،أعرفُ تهمتي
ونابي بريءٌ من غياهِبِه جُبّي
ليعقوب صبرُ الأرض ِ
رغم جراحها تدورُ ..
وترميها الكواكبُ بالشُهْبِ
هُوَ الحزنُ جذعٌ والحياةُ تهزّهُ
وبي مريم العذراء تنبيكَ بالصلبِ
وإنّ صحاري الروحِ عطشى لنظرةٍ
وأخطئُ بين السمِّ والماءِ في الشُربِ
أعيدي إليّ الروح قلبي فراشةٌ
ويوسف قنديلٌ ونهرٌ من الحجْب
وهذي ال” مشت” خطوا بليغا بداخلي
خريفا أسميها فيفضحني عشبي
سيضحكُ طفل كنته ،صار راهبا
نَزلْتِ فَجَنّت أرضه البكر بالشيبِ
دموعٌ كأن الله فيها ودلّها
وأوحى لها صبرًا على صبره العذبِ
وجاء قميص الروح سابق ريحه
أخيرًا سيرتدّ الضياء من الغيْبِ
* *
مساءٌ ودفءٌ مَارْكِسِيٌّ بحانةٍ
فصُبّي كؤوسًا فوق نارِ الأسَى صُبّي
فقلبي شيوعيٌ أخيرٌ يقاسِمُ
الرفاق كؤوسًا مَا ..
ونبضهُ في الحربِ
قريبًا يعودُ الشارعُ الطفلُ ضاحكًا
يلوّنُ شبّاك الخيانةِ بالحُبِّ
لنا ألف يعقوبٍ ويوسف واحدٌ
وهيْ تونس الأحلامِ والبئر في القلبِ