ظلال الازمة (الروسية – الأوكرانية) على ليبيا

ظلال الازمة (الروسية – الأوكرانية) على ليبيا

سالم الهمالي

عندما غزت امريكا العراق سنة (٢٠٠٣) لم تكن في حاجة الى مبرر ولا الى اي قرار من مجلس الأمن، فحجة واهية (كاذبة) كانت كافية مع وجود خونة وعملاء عراقيين لتسويغ التدخل ضد إرادة اغلب دول العالم بما فيها اعضاء في مجلس الأمن. الأيام اثبتت عدم وجود لاي اسلحة دمار شامل تماما، لكن بعد خراب مالطا!

قد يبدو للوهلة الاولى ان التدخل كان رد فعل على ما حدث في نيويورك، لكن لا العراق ولا صدام حسين كانت لهم اي علاقة بذلك الحدث المروع، لذلك ولان هذه الامبراطوريات الكبرى لا تعمل عشوائيا، يمكن استخلاص ان الامر سابق الاعداد، وطبق حين آن اوانه.

الحرب الدائرة في اوكرانيا ستعيد تشكيل العالم بصورة مغايرة عما عهدناه لعقود من الزمن، وليبيا لن تكون بمعزل عن رسم الخريطة الجديدة، خصوصا ان اهم ما سيفتقده العالم بعزل روسيا هو (الطاقة)، التي لا تمتلك ليبيا غيرها. البديل عن روسيا هو افريقيا، اي استعمار جديد بطريقة متطورة تتناسب ومعطيات العصر. وزير الخارجية الامريكي اعلن ان ليبيا من ضمن خارطة وضعت للعشر سنوات القادمة لبعض الدول في العالم، والامر لا يحتاج تفسير.

الوجود الروسي في ليبيا على الارض امر مستحدث، ولا يتوافق مع الهيمنة الامريكية على المنطقة، ظروف الحرب الحالية في اوكرانيا تجعله هدف محتمل لأقوى قوة في العالم والدول الغربية لكبح اطماع التوسع في افريقيا، خصوصا ان الظروف ملائمة مع انشغال روسيا في حربها الطاحنة على الاراضي الاوكرانية. ليس من المستبعد اندلاع حرب على الارض الليبية بمسوغات تبدو ليبية في ظاهرها، لكن تخدم سياسة الدول الاجنبية، اذ متأخرًا اكتشف الشريف حسين ان وعود الانجليز له ذهبت ادراج الرياح بعد ان قضوا منه حاجتهم في محاربة القوات التركية ودحرها.

حال ليبيا اليوم هو صورة طبق الاصل لحال العراق قبل الغزو الامريكي سنة (٢٠٠٣)، بعد ان أضعف وانهك في الحرب الايرانية واحتلال الكويت ثم سنوات الحصار والتجريد من السلاح، حتى اصبح لقمة سائغة، لا يحتاج بلعها اكثر من “كذبة برونجية” بانه قاب قوسين او ادنى من ضرب لندن بالصواريخ … (هههه)

الاوضاع الآن مهيأة لدخول قوى دولية (على الارض) في ليبيا، والأعذار متوفرة، من وجود ذاك التنظيم الى اغلاق الحقول، بل ان هناك في ليبيا من ينادي بالحرب علنا (جهارا نهارا) قبل حتى ان تتوفر أدواتها!… وكما ظن اهل العراق ان تلك الحرب ستغير العراق وتعيد حدائق بابل المعلقة، سيجد الليبيون بعد فوات الأوان انهم أكلوا يوم اكل الثور الابيض. هذه ليست هواجس او حمل كاذب، فما نراه اصبح له قلب ينبض … ولعله قارب على الولادة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :